رحيل لحسن بازغ.. الباحث والمثقف المعروف بمواقفه الصلبة في الدفاع عن اللغة والثقافة الأمازيغية

الرباط – فقدت الساحة الثقافية المغربية، يوم الأحد 22 يونيو 2025، أحد أبرز وجوهها الفكرية والنضالية بوفاة لحسن بازغ، الباحث والمثقف المعروف بمواقفه الصلبة في الدفاع عن اللغة والثقافة الأمازيغية، وعن قضايا العدالة الثقافية داخل المغرب الحديث.
الراحل، الذي جمع بين الكتابة الأكاديمية والعمل النقابي والنضال الثقافي، يعتبر من الأصوات الملتزمة التي آمنت بأن الأمازيغية ليست فقط لغة وهوية، بل مدخل أساسي لبناء مغرب متصالح مع ذاته وتاريخه. وقد توج مساره بتكريمات عديدة، من أبرزها درع التقدير خلال مهرجان الدار البيضاء للمسرح الأمازيغي، في دورة حضرها مفكرون مثل أحمد عصيد وحسن نرايس.
لم يكتف بازغ بالعمل من داخل الفضاءات الثقافية، بل كان له حضور قوي في النقاش العمومي، خصوصًا في مطالبته باعتماد 13 يناير عيدًا وطنيًا للسنة الأمازيغية، وهو ما اعتبره خطوة رمزية ضرورية لتعزيز الاعتراف الرسمي بالهوية الأمازيغية داخل الدولة.
وكانت له أيضًا بصمة مهنية واضحة من خلال كتابه “تدريس اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية”، الذي أرسى من خلاله أسسًا نظرية وتربوية مهمة لإدماج الأمازيغية في التعليم العمومي، مؤكدًا على مركزية التنوع اللغوي في تطوير منظومة التعليم الوطنية.
أما على الصعيد النقابي والإعلامي، فقد كان الراحل عضوًا فاعلًا في النقابة الوطنية للصحافة والإعلام، ومناضلًا ضمن صفوف الاتحاد المغربي للشغل، مدافعًا باستماتة عن حرية التعبير وحقوق المهنيين في قطاع الإعلام.
برحيله، تخسر الساحة الفكرية المغربية صوتًا هادئًا لكنه حازمًا، ملتزمًا بالحق الثقافي، ومدافعًا عن التعدد والكرامة. وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الحركة الأمازيغية كمثال للمثقف العضوي الذي جمع بين القلم والموقف.