جو ويلسون يكشف: مشروع قانون أمريكي وشيك لتصنيف “البوليساريو” منظمة إرهابية

واشنطن – مراسلنا
في تطور لافت وغير مسبوق في مسار النزاع حول الصحراء المغربية، أعلن النائب الجمهوري الأمريكي جو ويلسون، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، عن قرب تقديم مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي يصنف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوة تعكس تحولاً نوعياً في الموقف الأمريكي تجاه هذه الحركة الانفصالية المدعومة من الجزائر.
وأوضح ويلسون، في تصريحات رسمية نقلتها عدة وسائل إعلام أمريكية، أن المبادرة تأتي استجابة لتقارير أمنية واستخباراتية أمريكية ودولية تشير إلى تورط عناصر البوليساريو في أنشطة مشبوهة على ارتباط بالإرهاب، منها التعاون مع ميليشيات متطرفة تنشط في منطقة الساحل، والتنسيق مع تنظيمات مثل حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وعمليات تهريب الأسلحة وتجنيد المقاتلين في مخيمات تندوف.
وأضاف النائب الأمريكي:
“لا يمكن للولايات المتحدة أن تظل مكتوفة الأيدي أمام منظمة انفصالية تنتهك اتفاقيات السلام وتُهدد مصالح شركائنا الاستراتيجيين في المنطقة وعلى رأسهم المملكة المغربية.”
دوافع المشروع وتفاصيله
بحسب المذكرة التمهيدية للمشروع، فإن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية يندرج في إطار سياسة أمريكية جديدة لمواجهة التمدد الإيراني في إفريقيا، وتفكيك شبكات التمويل غير المشروع عبر المساعدات الدولية، حيث يُتهم قادة الجبهة بتحويل مساعدات إنسانية موجهة لسكان تندوف إلى دعم عسكري ولوجستي.
وسيتضمن القانون، في حال المصادقة عليه، إجراءات عقابية صارمة، منها تجميد أصول محتملة للبوليساريو داخل الأراضي الأمريكية، وفرض قيود على تحركات ممثليها، إضافة إلى التنسيق مع حلفاء واشنطن لدفعهم إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
دعم سياسي واسع
يحظى المشروع بدعم واضح من عدد من النواب الجمهوريين والديمقراطيين، لا سيما أولئك المهتمين بالشأن الإفريقي والأمن القومي. كما عبرت عدة شخصيات أمريكية وازنة، من بينها الرئيس السابق دونالد ترامب، عن تأييدها لهذه الخطوة التي “تخدم المصالح الأمريكية في مكافحة الإرهاب”.
موقف المغرب: تثمين وتحرك دبلوماسي
من جهتها، رحبت مصادر دبلوماسية مغربية بهذه المبادرة، معتبرة إياها “اعترافاً ضمنياً بخطر المشروع الانفصالي على الأمن الإقليمي والدولي”، مشددة على أن المغرب لطالما نبه المجتمع الدولي إلى أن “البوليساريو ليست سوى أداة بيد أطراف إقليمية تنشر الفوضى”.
ومن المرتقب أن تُكثف الدبلوماسية المغربية تحركاتها داخل واشنطن لتأمين دعم أوسع لمشروع القانون وتأكيد حقيقة البوليساريو أمام الكونغرس.
نحو إعادة تشكيل المشهد الإقليمي؟
يأتي هذا التطور في سياق تغيرات جيوسياسية متسارعة، أبرزها تصاعد التوترات في منطقة الساحل، وانخراط الولايات المتحدة بشكل أكبر في مكافحة الإرهاب بإفريقيا، مما يجعل من المغرب، باعتراف أمريكي رسمي، حليفاً موثوقاً واستراتيجياً.
وفي حال تمرير هذا القانون، فإن الضربة السياسية والدبلوماسية التي ستتلقاها البوليساريو ستكون قوية، وقد تمهد لإعادة قراءة ملف الصحراء داخل أروقة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من زاوية أمنية لا فقط سياسية.
المتابعة مستمرة…