جهويات

تارودانت تبدأ تحولًا زراعيًا باعتماد الصبار بدل الحوامض لمواجهة الجفاف والآفات

دخلت منطقة هوارة بإقليم تارودانت مرحلة جديدة من التحول الزراعي، مع إعلان عدد من الفلاحين عن الشروع في استبدال زراعة الحوامض بزراعة الصبار، وذلك في إطار استراتيجية تروم التكيف مع ظروف الجفاف المتزايدة والتحديات البيئية، وعلى رأسها الحشرة القرمزية. ويأتي هذا التحول عقب التراجع الكبير الذي شهدته المساحات المزروعة بالحوامض، بسبب ضعف التساقطات ووقف إمدادات مياه السدود، ما دفع عددا من مالكي الضيعات، التي تمتد على مئات الهكتارات، إلى البحث عن بدائل أكثر صمودًا في وجه التقلبات المناخية.

ويُراهن الفاعلون الزراعيون في المنطقة على نبات الصبار، الذي أثبت مقاومة أعلى للجفاف، خاصة بعد أن تمكن المعهد الوطني للبحث الزراعي من تطوير أصناف جديدة قادرة على مواجهة الحشرة القرمزية، وهي الآفة التي تسببت في خسائر فادحة خلال السنوات الماضية. وقد تم بالفعل تعميم هذه الأصناف الجديدة في عدة مناطق متضررة، من بينها خريبكة التي شهدت زراعة نحو 720 هكتار من الصبار المقاوم، إلى جانب 27 هكتارًا بمنطقة دكالة التي عانت بدورها من نفس الإشكالية.

ويرى المهنيون أن هذا التحول النوعي يمثل فرصة لتعزيز سلسلة إنتاج الصبار ومشتقاته، وفتح آفاق أرحب أمام تسويق المنتوج محليًا ودوليًا، في ظل الطلب المتزايد على المواد الطبيعية والمقاومة للتغيرات البيئية. كما يُرتقب أن يسهم هذا التوجه في رفع القيمة المضافة للنشاط الفلاحي، وتحقيق نوع من التوازن في استغلال الموارد المائية، بما يضمن استدامة النشاط الزراعي في مناطق شبه جافة.

وتُعد الخطوة الجريئة التي اتخذتها تارودانت نموذجًا محليًا لمقاربة جديدة في مواجهة آثار التغير المناخي، كما تعكس وعيًا متزايدًا لدى الفلاحين بضرورة التكيف مع المعطيات الميدانية، عبر اعتماد زراعات بديلة أكثر قدرة على التأقلم، وضمان الأمن الغذائي ومصادر الدخل للساكنة القروية في آنٍ واحد.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button