جهويات

بغلاف مالي يفوق 40 مليون درهم.. انطلاق أشغال ترميم “قصبة الكسيمي” بإنزكان لإحياء الذاكرة التاريخية للمدينة

انطلقت بمدينة إنزكان أشغال ترميم وإعادة تأهيل قصبة الكسيمي، أحد أبرز المعالم التاريخية التي تختزل ذاكرة المدينة وتُجسد عمقها الثقافي وهويتها الأصيلة، وذلك في إطار مشروع طموح بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من 40 مليون درهم.

ويأتي هذا الورش ضمن رؤية شمولية لتثمين التراث المحلي والارتقاء بالموروث المعماري، حيث جرى إطلاقه في إطار اتفاقية شراكة استراتيجية جمعت كلًا من جماعة إنزكان، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مجلس جهة سوس ماسة، ومجلس عمالة إنزكان آيت ملول. ويهدف المشروع إلى إعادة إحياء القصبة التاريخية وتحويلها إلى قطب ثقافي وسياحي يلبي تطلعات الساكنة والزوار.

قصبة الكسيمي.. من معلم مهمل إلى مركز إشعاع ثقافي

لا تقتصر أهداف المشروع على الحفاظ على البنية الحجرية للقصبة، بل تمتد إلى تهيئة الفضاء الداخلي والخارجي لاستقبال الفعاليات الثقافية والفنية، مثل العروض التراثية، المعارض التقليدية، والمهرجانات المحلية، ما يجعل القصبة نواة دينامية للصناعات الثقافية والسياحية بالمنطقة.

ويمتد المشروع على ثلاث مراحل أساسية، تشمل:

  • ترميم الأسوار والأبراج الدفاعية للحفاظ على الخصوصية المعمارية الأصلية،
  • إصلاح البنايات الداخلية وإعادة إحياء العناصر المعمارية التقليدية،
  • تهيئة الفضاء الخارجي للقصبة وتحويله إلى محيط مفتوح يحتضن الأنشطة السياحية والثقافية.

معلمة تاريخية بطابع استراتيجي

تُعتبر “قصبة الكسيمي” إحدى أبرز القلاع التاريخية التي شُيّدت خلال القرن التاسع عشر، وترتبط باسم أسرة أيت القايد الكسيمي، التي لعبت دورًا محوريًا في تدبير الشؤون المحلية خلال فترات مهمة من تاريخ المنطقة. وتتميز القصبة بموقع استراتيجي يُشرف على مداخل مدينة إنزكان، مما منحها دورًا أمنيًا واقتصاديًا آنذاك.

وقد أكد باحثون في التراث أن استثمار هذه المعلمة في الحقل الثقافي والسياحي من شأنه أن يعيد للمدينة زخمها التاريخي، ويُعزز مكانة إنزكان كوجهة جذابة ضمن مسار التنمية الشاملة التي تعرفها جهة سوس ماسة.

استثمار في الذاكرة وبناء للمستقبل

يمثل ترميم “قصبة الكسيمي” رهانًا حضاريا واستثمارًا في الذاكرة الجماعية للمنطقة، ويعكس التزام السلطات والمؤسسات المنتخبة بتثمين الرصيد التاريخي ضمن رؤية تنموية متكاملة. كما يُتوقع أن تفتح هذه الخطوة آفاقًا واعدة في مجال السياحة الثقافية وتُسهم في خلق فرص شغل جديدة وتنشيط الحياة الثقافية بالمدينة.

هذا المشروع لا يُعيد فقط الاعتبار لمعلم تاريخي، بل يربط الماضي بالحاضر، ويؤسس لمستقبل أكثر إشعاعا لمدينة إنزكان، انطلاقًا من هويتها الأصلية وعمقها الحضاري.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button