من العاصمة البلجيكية بروكسيل، تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى قبة البرلمان الفيدرالي، حيث يستعد النواب للتصويت على مقترح تاريخي تقدمت به الأغلبية البرلمانية يقضي بالاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء.
المقترح الذي يحظى بدعم واسع داخل الأحزاب المشكلة للأغلبية، يأتي ليعزز الدينامية الدولية المتنامية المؤيدة للمغرب، بعد أن اختارت دول كبرى على غرار الولايات المتحدة، إسبانيا، ألمانيا، هولندا، وفرنسا، الانخراط في مسار الاعتراف بمغربية الصحراء أو دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع.
ويُتوقع أن يشكل هذا التصويت المرتقب نقطة تحول في العلاقات المغربية-البلجيكية، بما يفتح المجال أمام شراكات استراتيجية أعمق في مجالات الأمن، الطاقة، والهجرة، فضلا عن تعزيز التنسيق داخل الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا الإقليمية.
ويرى متتبعون أن خطوة البرلمان البلجيكي، إذا ما تمت المصادقة عليها، ستُوجه ضربة قوية لأطروحة الانفصال وتزيد من عزلة خصوم الوحدة الترابية للمملكة، خاصة في ظل الإجماع الدولي المتزايد على أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 تظل الإطار الأكثر واقعية ومصداقية لإنهاء هذا النزاع الطويل.
بروكسيل، إذن، تقف اليوم أمام امتحان سياسي وتاريخي، سيكون له صدى واسع داخل أوروبا، وسيساهم في تكريس موقع المغرب كفاعل استراتيجي وموثوق في المنطقة المغاربية والمتوسطية.
