في إنجاز أكاديمي جديد، نُشر الفصل الذي يحمل عنوان “إصلاح ميثاق الأمم المتحدة: نحو تحقيق التوازن بين المساواة السيادية والفعالية المؤسسية” ضمن مؤلف جماعي دولي صدر حديثًا تحت عنوان “السيادة والإكراه: الأمم المتحدة في شبكة سياسة القوة”، من تحرير البروفيسور هانز كوكلر، ومنشور عن المنظمة الدولية للتقدم في فيينا (2025).
يمتد الفصل على الصفحات من 169 إلى 184، ويسلط الضوء على الإشكالية المحورية داخل منظومة الأمم المتحدة، والمتمثلة في التوتر القائم بين الشرعية والفعالية، خاصة في سياق النقاشات المتواصلة حول إصلاح مجلس الأمن وتعزيز الحكامة العالمية.
ويركز الباحث سعيد الصديقي في مساهمته على التحدي الجوهري المرتبط بإيجاد توازن واقعي وضروري بين مبدأ المساواة السيادية للدول الأعضاء ومتطلبات الفعالية المؤسسية. ويهدف إلى الإسهام في صياغة تصور لنظام دولي أكثر عدلاً وتمثيلية، يعكس تحولات ميزان القوى العالمي وتطلعات الدول النامية إلى مشاركة أوسع في صنع القرار الدولي.
يُعد هذا العمل مرجعًا أكاديميًا مهمًا ضمن حقل دراسات الأمم المتحدة والعلاقات الدولية، ويشكل إضافة نوعية للنقاش العالمي حول مستقبل النظام متعدد الأطراف في ظل تعقيدات السياسة الدولية المعاصرة.
الأستاذ سعيد الصديقي هو أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، المغرب، حيث يشغل منذ سنة 2023 منصب رئيس شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية. ويُعد من الباحثين البارزين في مجالات السياسات الدولية، حيث راكم تجربة أكاديمية طويلة داخل المغرب وخارجه، أبرزها تدريسه في جامعة العين بأبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة ما بين سبتمبر 2012 ويوليوز 2019.
إلى جانب نشاطه الأكاديمي، يشغل الأستاذ الصديقي منصب زميل أول في المعهد المغربي لتحليل السياسات (MIPA)، كما يتولى مهام الرئيس المشارك للجنة البحث حول الهجرة والمواطنة التابعة للجمعية الدولية للعلوم السياسية (IPSA). وتُمثل مساهماته في هذه الهيئات العلمية دليلًا على حضوره الفاعل في النقاشات الدولية حول قضايا الهجرة والسيادة والسياسات العابرة للحدود.
ألف الأستاذ الصديقي ستة كتب من أبرزها:
World of Walls: Structure, Roles and Effectiveness of Separation Barriers (2017)
الدولة في عالم متغير: الدولة الوطنية والتحديات العالمية الجديدة (2008)
كما شارك في تأليف الكتاب الجماعي “الحدود والأسوار الحدودية في العالم العربي: تحديات الأمن والهجرة والسياسات” (2025)، الذي يتناول بإسهاب ديناميات الجغرافيا السياسية في المنطقة العربية.
نُشرت له أيضًا العديد من المقالات في مجلات علمية محكمة وفصول في كتب جماعية، إلى جانب أوراق سياسات مؤثرة. وقد نال عدة جوائز ومنح دولية مرموقة، منها منحة فولبرايت للزيارة الأكاديمية، وزمالة بحثية في كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما، وجائزة المركز العربي للأبحاث في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
تركز اهتماماته البحثية الحالية على الأسوار والجدران الحدودية، وتحليل السياسة الخارجية، وقضايا الهجرة الدولية، بالإضافة إلى نزاع الصحراء الغربية.
بفضل إسهاماته الغنية في البحث الأكاديمي والنقاش السياسي، يُعد الأستاذ سعيد الصديقي من الوجوه العلمية البارزة في العالم العربي في مجاله.
