المغرب يتغلب على فيروس “MWMV” ويعزز آفاق موسم استثنائي لتصدير البطيخ الأحمر

في ظل موسم فلاحي اتسم باضطرابات مناخية قاسية، حملت الأسابيع الأخيرة بارقة أمل لقطاع البطيخ الأحمر بالمغرب، بعد نجاح جهود مكافحة فيروس “MWMV” (Moroccan Watermelon Mosaic Virus)، الذي لطالما شكّل تهديداً مباشراً لجودة الإنتاج وعائقاً أمام توسع صادرات هذه الفاكهة الصيفية الاستراتيجية.
وأكد السعيد الخونشافي، الرئيس التنفيذي لشركة أطلس غرين جينيريشنز، أن السيطرة على الفيروس خلال الموسم الحالي مثّلت نقطة تحوّل إيجابية، إذ ساهمت في تحسين جودة المنتوج وزيادة كمياته المعدّة للتصدير، لا سيما في المناطق الرئيسية للإنتاج كـ تارودانت، كراية با محمد، وبركان.
وأوضح المتحدث، في تصريح لمنصة FreshPlaza، أن الحل كان عبر تغيير جذري لمصدر الشتائل المستخدمة، مشيرًا إلى أن المنتجين الذين أولوا أهمية لمصدر النباتات، خصوصًا في تارودانت، تمكّنوا من تفادي الإصابة، بخلاف آخرين استمروا في استعمال شتائل مشكوك في جودتها.
النتائج الميدانية لهذا التحوّل انعكست بشكل واضح على دينامية القطاع، حيث شهدت محطات التعبئة بمنطقة بركان ارتفاعًا بنسبة 17% في الصادرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، رغم أن الموسم لم يصل بعد إلى ذروته.
ورغم التحديات المناخية، كعاصفة البَرَد التي ضربت زاكورة وموجة الحر الشديدة في كراية با محمد، تمكن القطاع من الحفاظ على وتيرة إنتاج مستقرة. ففي كراية وحدها، تم إنتاج 8.5 ملايين نبتة على مساحة 2500 هكتار، ورغم تأثير الحرارة، تبقى المؤشرات واعدة.
وتتجه أنظار المهنيين حاليًا إلى مناطق بركان والعرائش، حيث يُنتظر أن يبدأ جني المحصول خلال الأسابيع المقبلة، وسط توقعات ببلوغ نسب تصدير قد تصل إلى 80% بفضل الطقس الملائم وجودة الإنتاج.
ويتم توجيه البطيخ المغربي نحو عدد من الأسواق الدولية من خلال علامات تجارية متميزة، مثل:
- FazoFresh للأسواق الألمانية والإسكندنافية
- Fraîcheur de Berkane للسوق الفرنسية
- Ayla لأسواق أوروبا الشرقية وعلى رأسها بولندا
ورغم دخول كميات كبيرة من البطيخ من دول مثل إيطاليا واليونان إلى السوق الأوروبية، ما أدى إلى تراجع السعر المتوسط من 0.95 إلى 0.8 دولار للكيلوغرام، فإن الفاعلين المغاربة يعبرون عن ثقتهم في قدرة المنتوج الوطني على الحفاظ على مكانته التنافسية بفضل جودته الفائقة وتنوع أسواقه.
في ظل هذه المؤشرات الإيجابية، يبدو أن موسم 2025 سيكون من بين الأفضل في تاريخ البطيخ المغربي، مدفوعًا بالنجاح في القضاء على فيروس MWMV، والتقدم المحرز في التقنيات الزراعية، والمجهودات الجماعية لتحسين سلاسل الإنتاج والتصدير.