المغرب والأردن: التزام مشترك بدعم السلام ونزع السلاح

في عالم تشوبه التحديات الأمنية وتتصاعد فيه النزاعات المسلحة، تبرز المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية كداعمين رئيسيين للجهود الدولية الرامية إلى تعزيز السلام ونزع السلاح. فمن خلال سياساتهما الخارجية المتوازنة والتزامهما بمبادئ الدبلوماسية الوقائية، يسهم البلدان بشكل فاعل في ترسيخ الاستقرار الإقليمي والدولي.
المغرب: دعوة متواصلة للسلام
يُعد المغرب من الدول العربية التي تتبنى خطاباً واضحاً يدعو إلى الحلول السلمية للنزاعات ونزع السلاح، انسجاماً مع التزامه بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة. فقد أكد المغرب مراراً على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال منع انتشار الأسلحة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تتفاقم التهديدات الأمنية.
كما يلعب المغرب دوراً محورياً في مبادرات مكافحة الإرهاب والحد من التسلح، من خلال مشاركته الفعالة في التحالفات الدولية والبرامج الأممية ذات الصلة. ويُظهر دعمه المستمر للحوار بين الأطراف المتصارعة في عدة أزمات إقليمية، مثل النزاع الليبي والقضية الفلسطينية، التزامه العملي بتحقيق الاستقرار.
الأردن: دعم مستمر للجهود الدولية
من جانبها، تُظهر الأردن التزاماً مماثلاً عبر دعمها المتواصل لآليات نزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية. بفضل موقعها الجيوسياسي ودورها كوسيط موثوق به، تشارك الأردن في العديد من المبادرات الدولية، مثل معاهدة حظر الأسلحة النووية، وتدعم إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
كما تُبرز العاصمة الأردنية عمان نفسها مركزاً للحوار الدولي، حيث استضافت مؤتمرات ولقاءات رفيعة المستوى حول نزع السلاح والأمن الإقليمي. ولا يقتصر دور الأردن على الجانب الدبلوماسي، بل يمتد إلى المساهمات الميدانية، مثل مشاركتها في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
التعاون المغربي-الأردني: شراكة من أجل الاستقرار
يجمع المغرب والأردن إيمان مشترك بأن تحقيق السلام المستدام يتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً. وقد ظهر هذا التكامل في المواقف السياسية للبلدين داخل المنظمات الدولية، حيث يدعوان إلى حلول تفاوضية للنزاعات ويدعمان الجهود الرامية إلى تقليل التسلح.
في ظل التحديات المشتركة، مثل التطرف والإرهاب وانتشار الأسلحة غير التقليدية، يمكن للمغرب والأردن لعب دور أكبر في تعزيز التضامن العربي والإسلامي لدعم السلام العالمي. فسياساتهما المتوازنة والتزامهما بالشرعية الدولية تجعلهما نموذجاً للدول التي تسعى إلى الأمن من خلال الدبلوماسية والتعاون.
خاتمة
في وقت تزداد فيه الحاجة إلى صوت العقل والحلول السلمية، يبقى المغرب والأردن شريكين أساسيين في الجهود الدولية لنزع السلاح وبناء السلام. إن تعزيز التعاون بينهما، ودعمهما للمنظمات الدولية، والتزامهما بمبادئ الحوار، يشكلان رسالة قوية للعالم بأن الدبلوماسية والتضامن هما الطريق الأمثل لضمان مستقبل آمن ومستقر للجميع.
—