Uncategorized

“المغرب.. واحة أمن واستقرار في بحر مضطرب”

ممتاز


بينما تتخبط الجارة الشرقية الجزائر في صراعات سياسية داخلية وانفلات حدودي، وتعيش تونس هشاشة مؤسساتية بعد سنوات من التحولات، وتبحث ليبيا عن بناء جهاز أمني موحد، استطاع المغرب أن يرسخ صورته كـ قوة إقليمية مستقرة، وأن يصدّر تجربته الأمنية كنموذج ناجح يحظى باعتراف دولي.

مقاربة استباقية ونتائج ملموسة

منذ مطلع الألفية، اعتمد المغرب سياسة الأمن الاستباقي التي مكنت من تفكيك مئات الخلايا الإرهابية قبل مرورها إلى التنفيذ. فحسب معطيات رسمية، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج) من تفكيك أكثر من 200 خلية إرهابية منذ 2002، وإنقاذ أرواح الآلاف عبر عمليات دقيقة واستباقية.

إشادة دولية بالشراكة المغربية

لم يعد الأمن المغربي محلياً فقط، بل أصبح شريكاً استراتيجياً لعدد من القوى العالمية. ففي السنوات الأخيرة، أشادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مراراً بقدرات المغرب في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، حيث ساهمت معلومات استخباراتية مغربية في إحباط هجمات إرهابية خطيرة في فرنسا، إسبانيا، وبلجيكا.

الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة

خصوصية النموذج المغربي تكمن في أنه لم يحصر الأمن في المقاربة الصلبة فقط، بل زاوجها مع بعد تنموي واجتماعي، إدراكاً بأن الأمن الحقيقي يقوم على ضمان الاستقرار الاجتماعي ومحاربة الهشاشة والفقر، ما جعل المغرب استثناءً في المنطقة من حيث الاستقرار السياسي وتماسك الدولة.

مقارنة تكشف الفارق

وفي وقت تتصاعد فيه الأزمات الأمنية في الجزائر بسبب الانفلات الحدودي وغياب الثقة الداخلية، وتواجه تونس أزمة مؤسساتية خانقة، وتعيش ليبيا فراغاً أمنياً يهدد بتفكك الدولة، يواصل المغرب تصدير تجربته كماركة أمنية ناجحة، تجعل منه رقماً صعباً في معادلة الأمن الإقليمي، وحلقة محورية في حماية الضفة الجنوبية للمتوسط.

لا يصح إلا الصحيح: المغرب اختار أن يحصن أمنه الوطني، واليوم يحصد ثمار رؤية استباقية جعلته مرجعاً إقليمياً في مجال الأمن.


هل تف
🔹

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button