اللقاء الروحي في أرض الأولياء: الشيخ رزقي كمال الشرقاوي يزور مرقد الولي الصالح الشيخ كاك أحمد السليماني

في رحلة روحية تفيض نورًا وحكمة، زار الشيخ المربي العارف بالله مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري – قدّس الله سره الشريف – مرقد الولي الصالح الشيخ كاك أحمد السليماني – رحمه الله – أحد أبرز أعلام التصوف في كردستان العراق. هذه الزيارة المباركة، التي تمت في أجواء إيمانية خالصة، لم تكن مجرد وقفة عند ضريح ولي، بل كانت لقاءً للأرواح في فضاء المحبة الإلهية، وذكرًا متجددًا لسيرة رجل عُرف بالعلم والتقوى والسخاء.
من هو الشيخ كاك أحمد السليماني؟
وُلد الشيخ كاك أحمد السليماني عام 1793م في مدينة السليمانية، التي كانت ولا تزال منارة للعلم والتصوف في كردستان العراق. عُرف عنه:
- العلم الغزير: حيث كان عالمًا في الشريعة والتصوف، يجمع بين الفقه الظاهر والحقائق الباطنة.
- الكرم والسخاء: إذ كان بيته مفتوحًا للفقراء والغرباء، يُطعم الجائع ويُريح التعبان.
- داعية المحبة والسلام: حيث كان يجمع بين القبائل المتنازعة، ويذكّرهم بأخوة الإيمان.
يقول المؤرخون إنه كان “ملاذًا للناس على اختلاف مشاربهم”، مما جعل قبره بعد وفاته مزارًا للمشتاقين إلى بركات الأولياء.
الزيارة المباركة: دموع في حضرة النور
لم تكن زيارة شيخنا مولاي رزقي كمال الشرقاوي للمرقد مجرد زيارة تقليدية، بل كانت:
- لحظة وجد روحي: حيث انسكبت الدموع في حضرة الولاية، وتجددت العهود مع طريق القرب من الله.
- اتصال بين مدرستين صوفيتين: فالشيخ رزقي كمال – سليل الطريقة القادرية الرازقية – جاء ليُحيي ذكرى شيخ من شيوخ التصوف العظام، مما يُظهر وحدة طريق المحبة الإلهية عبر العصور.
- دعوات خالصة: حيث رفع الشيخ أكف الضراعة إلى الله أن “يجعل هذا اللقاء بابًا للبركة”، وأن يجمعه بأوليائه في الدنيا والآخرة.
كلمة الشيخ رزقي كمال بعد الزيارة
في كلمة مؤثرة بعد الزيارة، قال الشيخ – حفظه الله –:
“إن زيارة الأولياء ليست سفرًا في المكان، بل سفر في المعنى. نحن نأتي إلى هذه الأماكن المباركة لنستذكر سيرتهم، ونستنير بنورهم، ونتعلم منهم كيف تكون العبودية الخالصة لله تعالى”.
وأضاف:
“الشيخ كاك أحمد – رحمه الله – كان يعلم أن حقيقة التصوف هي خدمة الخلق، وهذا ما نحرص عليه في طريقنا القادري”.
ماذا يعني لقاء الأولياء اليوم؟
في زمن تكثر فيه الصراعات وتغيب فيه القيم الروحية، تأتي مثل هذه الزيارات لتذكرنا بـ:
- وحدة الأمة تحت مظلة المحبة الإلهية.
- دور الأولياء في ترسيخ السلام الاجتماعي.
- أن التصوف ليس انعزالًا، بل انفتاحًا على العالم بروح الإيمان.
مشاهد من الزيارة
يمكن للمتابعين مشاهدة اللحظات الخالدة من هذه الزيارة عبر القناة الرسمية للطريقة القادرية الرازقية على اليوتيوب:
مشاهدة الفيديو هنا
خاتمة: دعوة إلى نور الولاية
هذه الزيارة تذكرنا بأن الأولياء أحياء في قبورهم، ينشرون نور الهدى حتى بعد رحيلهم. وهي دعوة مفتوحة لكل محب لله ورسوله أن يقتفي أثر هؤلاء العارفين، ليسير على دربهم في المحبة، والعطاء، والذكر الخالص.
اللهم اجمعنا بهم في دار كرامتك، واجعلنا من الذين يستنيرون بهديهم، ويقتدون بسيرتهم.