الطريقة القادرية الرازقية المباركة تثمن المبادرة الملكية في استقبال أطفال القدس

أشادت الطريقة القادرية الرازقية المباركة بالمبادرة المولوية السامية، التي جسدها استقبال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن لأطفال القدس، معتبرة إياها تعبيراً عن قيم الرحمة والرعاية التي أوصى بها الرسول المصطفى ﷺ، وتجسيداً للرابط الروحي العميق الذي يجمع المغرب بالقدس الشريف منذ قرون طويلة.
الرباط الروحي بين المغرب والقدس
وأكدت الطريقة، في بلاغ رسمي، أن هذه الخطوة المولوية تعكس وفاء المغرب لرسالته التاريخية في الدفاع عن القدس، حيث ظل المغاربة يعتبرونها قضية روحية وإيمانية قبل أن تكون سياسية. وأضاف البلاغ أن استقبال أطفال القدس من طرف ولي العهد يحمل رسائل عميقة للأمة الإسلامية، ويؤكد أن العناية المغربية بالقدس هي عهد ممتد عبر الأجيال.
التصوف: بين الإيمان والعمل
وشددت الطريقة القادرية الرازقية على أن نصرة المستضعفين ورعاية الناشئة من صميم رسالة التصوف الحق، الذي يجمع بين الإيمان والعمل، وبين الروح والمسؤولية. واعتبرت أن هذه المبادرات المولوية تشكل قدوة للشباب المغربي، وتغرس فيهم روح التضامن والالتزام بخدمة القيم النبيلة والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية والإنسانية.
رأي الخبراء
وفي هذا السياق، يرى الدكتور عبد السلام الإدريسي، الباحث في التصوف المغربي، أن المبادرة الملكية الأخيرة “تعكس دور الزوايا والطرق الصوفية في ترسيخ قيم التضامن الروحي مع قضايا الأمة، فالتصوف المغربي كان على الدوام جسراً بين الدين والسياسة والإنسانية”.
من جانبه، يؤكد الأستاذ محمد بنطالب، المختص في العلاقات الدولية، أن استقبال أطفال القدس من طرف ولي العهد “يحمل رسالة دبلوماسية ناعمة، تعزز مكانة المغرب كفاعل أساسي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ليس فقط عبر المواقف السياسية في المحافل الدولية، ولكن من خلال مبادرات إنسانية وروحية تترك أثراً مباشراً في الوجدان”.
أما الباحثة في شؤون القدس، الدكتورة سمية بوعشرين، فترى أن “هذه المبادرات الملكية تعطي بعداً عملياً لوصاية المغرب على المدينة المقدسة من خلال لجنة القدس، وتجسد رؤية متوازنة تجمع بين العمل السياسي والبعد الروحي الذي يحتاجه الشعب الفلسطيني في ظل ما يعيشه من محن”.
امتداد تاريخي
ويُجمع المتتبعون على أن المبادرة ليست حدثاً معزولاً، بل امتداداً لتقليد مغربي عريق في نصرة القدس وأهلها، إذ ظل المغاربة عبر التاريخ يشدّون الرحال إليها، ويُوقفون الأوقاف من أجل صيانتها وخدمة أهلها، وهو ما يجعل من المغرب مرجعية روحية وإنسانية في الدفاع عن هذه القضية العادلة.
خاتمة
واختتمت الطريقة القادرية الرازقية المباركة بيانها بالتأكيد على أن هذه المبادرة الملكية تعكس وحدة الصف المغربي خلف قائده جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، وتجسد إرادة صادقة في جعل العمل الإنساني والروحي أساساً لبناء مستقبل أفضل للأمة الإسلامية وأجيالها الصاعدة.