الضحية “إيمان” تتحدث عن ابتزازٍ وضغوطٍ للتنازل بعد تعرضها للضرب و الإهانة

في واقعة تعكس تنامي العنف الموجَّه ضد القاصرين على منصات التواصل، تفجَّر جدل واسع في أكادير بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر فتاةً وهي تعتدي جسديًا على قاصر بمنطقة بنسركاو بمساعدة قريباتها وأفراد من عائلتها.
المعتدية، واثقةً من “نفوذ” أسرتها، عمدت إلى نشر المقطع بنفسها كنوع من التحدي، في مشهد يعيد إلى الأذهان قضية “سلمى” التي تعرّضت للتشرميل بمراكش قبل أشهر بالطريقة ذاتها.
الضحية “إيمان” تتحدث عن ابتزازٍ وضغوطٍ للتنازل ومحرومة من الخروج في بنسركاو بأكادير
توجّهت القاصر المعتدى عليها، وتُدعى “إيمان”، إلى جريدة “عبّر.كوم” لتروي معاناتها النفسية بعد مشاهدة الفيديو الذي وثّق الضرب والإهانة التي لحقت بها. وأوضحت أنها تعيش حاليا مع أسرة إحدى صديقاتها لغياب والدتها خارج المغرب، وكان جدها وجدتها مسافران، وهو ما “شجّع المعتدين على استضعافها والتشهير بها”، على حد تعبيرها.
إيمان أكدت أنها أودعت شكايةً لدى الدائرة الأمنية ببنسركاو في مايو الماضي، واستُمع إلى جميع الأطراف، إلا أن الملف «يراوح مكانه»؛ إذ تُرجّح أن الشكاية صُنِّفت كـ‘‘ضرب وجرح متبادل’’ أو حُفِظت، الأمر الذي استغلته المعتدية لتُجاهر قائلة: «والله ما تدّي مني شي حاجة… بابا معروف وغايْ خرّجني منها».
الضحية أضافت أنها تعرّضت لضغوط متكررة للتنازل، لكنها رفضت، فبادرتها المعتدية بنشر الفيديو لتزيد من تدهور حالتها النفسية وتُعرقل مسارها الدراسي.
مطالب بتكييف التهم وتشديد العقوبات على “التشهير الرقمي”
القضية أثارت استياءً عارمًا بين رواد مواقع التواصل، الذين طالبوا بإنصاف الضحية وتشديد المتابعة على المعتدية ومن ظهر معها في الفيديو، خصوصًا في ظل استغلال النفوذ المزعوم و”التشهير الرقمي” الذي يضاعف الأذى النفسي.
وشدد حقوقيون على ضرورة تكييف الملف في إطار العنف ضد النساء والقاصرين، مضيفين أنّ إعادة نشر مشاهد الاعتداء جريمة قائمة بذاتها تستوجب العقاب وفق القانون المغربي.
إيمان وجَّهت نداءً عاجلًا إلى المديرية العامة للأمن الوطني والنيابة العامة من أجل تسريع الإجراءات وإعادة تكييف وقائع الاعتداء والتشهير بما يتناسب وحجم الضرر الجسدي والنفسي الذي لحق بها، مؤكدة تمسكها بحقها وعدم رضوخها لأي محاولات صلحٍ قسري أو ضغوطٍ اجتماعية، ومطالِبةً بتوفير الحماية لها حتى لا تتحول القضية إلى رقم جديد في سجلات الإفلات من العقاب.
المزيد بالفيديو: https://wp.me/pcZ87O-1BhN