الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري: التوجه الدولي لرسالة التصوف المغربي المعتدل

في زمن تتقاطع فيه التحديات العالمية مع الحاجة إلى أصوات حكيمة، روحانية، جامعة، يبرز اسم الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري، أحد أعمدة التصوف المغربي الأصيل، كصوت روحي ومفكر استراتيجي يسير بثبات في طريق بناء جسور السلام الروحي والدبلوماسي عبر العالم.
فقد شهدت الشهور الأخيرة جولة دولية مباركة قادته إلى كل من ألمانيا، العراق، تركيا، والكونغو الديمقراطية، حيث لم تكن زيارات مجاملة أو عبوراً بروتوكولياً، بل كانت محطات مفصلية في ترسيخ الحضور المغربي الصوفي كقوة ناعمة وفاعلة على الساحة الدولية.
ألمانيا: حضور فكري يعكس هوية مغربية راقية
في ألمانيا، حيث تحتدم النقاشات حول الهوية والدين والمجتمع، حمل الشيخ رسائل السلام الإسلامي وقيم المحبة الإلهية، ليؤسس لجسر تفاهم ثقافي بين أوروبا والعالم الإسلامي. وكان حضوره هناك بمثابة سفارة روحية غير معلنة للمملكة المغربية، تجلّت فيها الحكمة والرؤية البعيدة.
العراق: لقاءات روحية على أرض الأولياء
أما في العراق، أرض الأنبياء والأولياء، فكانت زيارة الشيخ مولاي رزقي زيارة تجديد للربط الروحي بين المغرب والمشرق. من كربلاء إلى بغداد، كانت الجلسات واللقاءات فرصة لإحياء الصلات الصوفية العريقة، وتثبيت موقع الطريقة القادرية الرازقية ضمن الخارطة الروحية العالمية.
تركيا: التصوف المغربي يحاور الشرق والغرب
وفي تركيا، أرض المولوية والرومي، حمل الشيخ راية التصوف المغربي، مؤسسًا لعلاقات روحية وفكرية مع كبرى الزوايا ومراكز الفكر، في وقت تعيد فيه تركيا صياغة موقعها الروحي والجيوسياسي. وكان واضحًا أن الحضور المغربي، في شخص الشيخ، يحظى بوقار واحترام كبير، لما يحمله من أصالة ونقاء في المرجعية والطريقة.
الكونغو: التصوف والدبلوماسية الثقافية
لكن المحطة الأبرز كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث التقت أنوار التصوف المغربي بعمق الروح الإفريقية. وقد استُقبل الشيخ من قِبل شخصيات رسمية وازنة، كرئيسة المعهد الوطني للتراث والسيدة الأولى السابقة، وشارك في ندوات وحوارات إستراتيجية، مثل مؤتمر “أمهات الكونغو”، مقدّماً صورة مشرقة للروحي المغربي، في تناغم تام مع التوجهات العليا للدبلوماسية المغربية الجديدة، التي ترى في إفريقيا عمقًا استراتيجيًا للمملكة.
بين الدبلوماسية الروحية والدولة الرشيدة
الذي يدرك حقيقة هذه التحركات، يعي أن الأمر يتجاوز الجانب الروحي المحض، ليصل إلى التموقع الذكي ضمن خارطة الدبلوماسية المغربية الموازية. ففي عالم تتقدم فيه القوة الناعمة على القوة الخشنة، يصبح من الضروري دعم أمثال الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي، لما يمثله من رأسمال رمزي وعمق اجتماعي وثقافي، قادر على التأثير البنّاء في شعوب وقيادات الدول الأخرى.
فأينما حلّ، حمل معه راية الوطن، دون ضجيج ولا تكلف، بل بحضور يفرض احترامه وعمق يلمح إلى مرجعية مغربية سامقة، تستلهم من أمير المؤمنين حفظه الله، روح الحماية والرعاية لثوابت الأمة.
دعوة للتأمل… والتثمين
لا يحتاج من يعرف السياسة المغربية العميقة إلى شرح مطوّل ليدرك أن هذا التوجه المبارك للشيخ ليس مبادرة فردية عابرة، بل هو تعبير عن توجه استراتيجي ناعم من داخل المجتمع المغربي، يواكب الثوابت العليا للمملكة، ويترجم روح البيعة والمواطنة الصادقة.
وعليه، فإن هذا الجهد لا ينبغي أن يُترك معلقًا، بل يستحق الاحتضان والتثمين، في إطار رؤية وطنية تستثمر في رجالاتها الصادقين، لا سيما أولئك الذين يفتحون للمغرب آفاقًا جديدة في العمق الإفريقي، والعالم الإسلامي، وأوروبا.
إننا أمام نموذج مغربي خالص، ينهل من معين التصوف، ويخدم الوطن بثبات، ويستحق أن يُستثمر فيه كبنية تحتية روحية واستراتيجية، تحمي ثوابت الأمة، وتُسهم في التوازنات الإقليمية والدولية.