Uncategorized

الرايس عبد الرحمن أوجدي والرايس محند إدبن عمر.. ثنائي الإبداع في رقصة تيزا


في عالم فنون أحواش إحاحان، حيث تتقاطع الإيقاعات مع الروح، وتُصاغ الحركات بدقة السحر، يلمع اسم الرايس عبد الرحمن أوجدي، أطال الله في عمره، كأيقونة فنية لا يُشق لها غبار. هو مايسترو رقصة تيزا بلا منازع، أحد أعمدة هذا الفن الأصيل، وحارس من حراس دقته وجماليته المتفردة.

ولأن العبقرية لا تكتمل إلا في ظل التناغم، يبرز إلى جانبه اسم الرايس محند إدبن عمر، ليشكّلا معًا ثنائيًا متناسقًا يبهر المتلقي، ويأسر الأنظار كلما وقف الاثنان على خشبة الرقص الشعبي، في أداء يجمع بين الرزانة الفنية والالتزام الصارم بقواعد واحدة من أصعب وأرقى الرقصات الأمازيغية: رقصة تيزا.

رقصة تيزا ليست مجرد حركات منتظمة، بل هي مدرسة قائمة بذاتها تتطلب انسجامًا دقيقًا، وضبطًا صارمًا للإيقاع، وعشقًا حقيقيًا للفن. وهذا ما يميز أداء هذين الرايسين، اللذين صقلا مهاراتهما على مدى سنوات من التمرين والممارسة والاحتكاك المباشر مع الجمهور والميدان.

تجربة طويلة ومراكمة ثقافية وروحية جعلت من عبد الرحمن أوجدي ومحند إدبن عمر رمزين للفن الإحاحاني، وأسماءً محفورة في الذاكرة الجماعية لعشاق أحواش، تلك الذاكرة التي لا تزال تنبض بوهج التراث بفضل عطاءات نادرة من هذا القبيل.

حفظ الله الرايسين وأطال في عمرهما، فبأمثالهما يستمر الفن، ويُصان التراث، وتزدهر رقصة تيزا، رقصة الأصالة والإبداع، وتُروى للأجيال القادمة قصة عشق لا تنتهي مع الأرض، الإيقاع، والجمال.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button