Uncategorized

الذكرى الرباعية لقيام الدولة العلوية الشريفة: مجد مستمر وعهد متجدد

🖋 نجيب الأضادي

في عام 2031، لن يكون الأمر مجرد تاريخ عابر في الروزنامة، بل هو موعد مع الروح الوطنية، لحظة ستتوقف عندها قلوب المغاربة اعتزازًا وفخرًا، احتفاءً بأربعة قرون من السيادة والاستقرار، منذ أن بزغ فجر الدولة العلوية الشريفة على يد المولى علي الشريف، ذلك الرجل الصالح الذي بايعه المغاربة حبًا ووفاءً، فكان لهم نعم الإمام والحاكم.

منذ ذلك العهد، والمغرب يسير بخطى ثابتة، لا تنحني أمام العواصف، ولا تنكسر أمام الشدائد. كانت الدولة العلوية دومًا صمام أمان لوحدة التراب، وضمانة لحفظ الدين والهوية، وحصنًا منيعًا في وجه الأطماع والفرقة. إنها قصة أمة قاومت وتحملت، ثم نهضت وتقدمت، إلى أن بلغت اليوم، في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، قمة النضج والنهضة.

وفي كل بقعة من تراب المملكة، من طنجة إلى الكويرة، ومن وجدة إلى الداخلة، هناك حكاية مجد، ورمز تضحيات، وملامح معركة شرف من أجل الحرية والسيادة. إن الاحتفال بمرور 400 سنة على تأسيس الدولة العلوية، ليس مجرد مناسبة بروتوكولية، بل محطة تاريخية لإعادة التذكير بأن الاستمرارية، والشرعية، والبيعة، هي أساس الاستقرار المغربي، في محيط إقليمي مضطرب.

علينا من الآن أن نُعدّ العدة ليكون هذا الاحتفال علامة فارقة في وعي الأجيال الصاعدة. أن نُخرج التاريخ من كتبه، لنجعله نبضًا في المدارس، وروحًا في الفنون، وشموخًا في الساحات العامة. وأن نُخلّد فيه رموز الوطن، رجالًا ونساءً، جنودًا ومجاهدين، علماءً وسلاطين، من سيدي محمد بن عبد الله، إلى الحسن الثاني، إلى محمد السادس، القائد المجدد.

إنها لحظة دعوة لكل مغربي أن يقول: أنا وريث هذا المجد، وأنا مسؤول عن إكمال الرسالة.

فالمغرب، بلد ألف سنة من التاريخ، وأربعة قرون من الحكم العلوي، لا يُقاس بسنوات، بل يُقاس بقيمة ما قدّمه للبشرية من حضارة، وما رسّخه من قيم، وما حققه من استثناء مغربي فريد.

فليكن عام 2031 بداية جديدة لمسار طويل من التميز، تحت راية خفاقة، وشعار خالد:
“الله، الوطن، الملك”.

المغرب الذكرى400 لقيام الدولة

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button