الحمضيات المغربية تقتحم السوق الأوروبية وتربك حسابات مزارعي إسبانيا

الرباط – 17 يونيو 2025
في تطور لافت يعكس دينامية الصادرات الفلاحية المغربية، تمكن المغرب خلال موسم 2024-2025 من اعتلاء صدارة موردي الحمضيات الصغيرة (الكليمنتين والماندارين) للاتحاد الأوروبي، متجاوزًا لأول مرة جنوب إفريقيا، ومثيرًا حالة من القلق لدى مزارعي إقليم كاستيون الإسباني، المعقل التاريخي لإنتاج “الكليمنوليس”.
وحسب معطيات حديثة أصدرتها وزارة الزراعة الإسبانية، ارتفعت صادرات المغرب من الحمضيات الصغيرة نحو دول الاتحاد بنسبة قياسية بلغت 83%، منتقلة من 74.610 أطنان إلى 136.808 أطنان بين شتنبر 2024 وماي 2025. في المقابل، لم تحقق جنوب إفريقيا سوى زيادة متواضعة بنسبة 12.8%، لتصل إلى 97.600 طن فقط.
هذا التحول في خريطة التوريد تزامن مع ارتفاع عام بنسبة 16% في واردات الاتحاد الأوروبي من الحمضيات الصغيرة القادمة من خارج التكتل، مما زاد من حدة التنافسية وأثار مخاوف مزارعي أوروبا من الآثار الصحية والاقتصادية المحتملة، خصوصًا في ظل غياب إلزامية “المعالجة الباردة” على الواردات الجنوب إفريقية، على عكس تلك المفروضة على بعض الدول الأخرى.
واستنادًا إلى البيانات ذاتها، استحوذ المغرب على حصة 33% من إجمالي هذه الواردات، محققًا زيادة بـ3.6 نقاط مئوية مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية، فيما حلت جنوب إفريقيا في المرتبة الثانية بنسبة 23.5%، تلتها تركيا بـ15.4%.
هذا التغير المفاجئ في السوق دفع بالأمين العام لنقابة المزارعين الإسبان “La Unió de Llauradors” إلى مطالبة المفوضية الأوروبية بتوسيع نطاق إلزامية المعالجة الباردة، لتشمل أيضًا الحمضيات الصغيرة، حمايةً للإنتاج المحلي من أي مخاطر صحية أو آفات زراعية قد تنتقل عبر سلاسل الاستيراد.
ويُنظر إلى هذا الإنجاز المغربي كدليل جديد على جودة المنتجات الفلاحية الوطنية وقدرتها التنافسية العالية، إلى جانب نجاح السياسات المعتمدة في مجالات الدعم اللوجستيكي والتأهيل الفلاحي، مما يعزز مكانة المغرب كمصدر استراتيجي للمنتجات الفلاحية نحو أوروبا.