الحاج محمد بوهدود بودلال.. مهندس التحالفات وصاحب بصمة في مسار أخنوش السياسي

في خطوة رمزية تنمّ عن الوفاء والعرفان، حلّ رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، السيد عزيز أخنوش، مساء الجمعة، ضيفاً على منزل أحد أعمدة الحزب بجهة سوس، الحاج محمد بوهدود بودلال، بمنطقة الكفيفات. زيارة اختلط فيها البعد السياسي بالبُعد الإنساني، وحملت رسائل قوية عن الامتداد الرمزي والثقل التاريخي لبوهدود داخل الحزب.
خلال هذا اللقاء الحميمي، لم يُخفِ أخنوش تأثره وهو يستحضر، أمام الحاضرين، الأدوار المحورية التي اضطلع بها بوهدود، سواء خلال المحطات الانتخابية أو في بناء الهيكلة التنظيمية للحزب بالجهة. وأوضح رئيس الحزب أن أول تجربة له على رأس جهة سوس ماسة انطلقت من بيت الحاج بوهدود، مشيراً إلى أنه هو من شكّل فريق المكتب الجهوي آنذاك، واضعاً اللبنات الأولى لمسار سياسي ما زال مستمراً.
ووصف أخنوش مضيفه بأنه يتمتع بـ”أسلوب فريد في التفاوض السياسي”، مكنه من نسج تحالفات صلبة ومؤثرة، داخل الجهة وعلى المستوى الوطني، لافتاً إلى أن بوهدود كان له دور كبير في تقريب وجهات النظر بين مكونات الأغلبية الحكومية.
وفي لحظة اعتراف نادرة، كشف أخنوش أنه كثيراً ما كان يستشير بوهدود، خلال توليه وزارة الفلاحة، في قضايا دقيقة وملفات حساسة، وهو ما يعكس عمق الثقة بين الرجلين.
وأكد أن هذه الزيارة، التي حضرها عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب، لم تكن مجرد مجاملة أو تقليد بروتوكولي، بل هي اعتراف علني بالجميل، ورسالة واضحة عن المكانة التي يحظى بها بوهدود داخل الحزب، معبّراً عن دعم القيادة الحزبية لخلفه في مواصلة المسار السياسي بكل وفاء وثبات.
كما لم يفوّت رئيس الحزب الفرصة للتطرق إلى الأوراش الوطنية الكبرى التي أطلقتها المملكة، وعلى رأسها مشروع تحلية مياه البحر وبرامج الدعم الاجتماعي، مبرزاً أن هذه المبادرات التنموية تنسجم مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
زيارة أخنوش إلى منزل الحاج محمد بوهدود جسدت لحظة وفاء نادرة في المشهد السياسي، وأكدت أن بعض الشخصيات، وإن غادرت مواقع المسؤولية، تظل راسخة في الذاكرة السياسية والتنظيمية، بثقلها، وحكمتها، وبصمتها التي لا تُمحى.