الجزائر بين وهم العداء وثبات المغرب
قراءة تحليلية في استراتيجية الفشل الإقليمي
منذ وصول عبد المجيد تبون إلى رئاسة الجزائر، دخلت العلاقات المغربية-الجزائرية مرحلة غير مسبوقة من التوتر، نتيجة نهج عدائي تبنّاه النظام الجزائري تجاه المملكة المغربية، قائم على التصعيد بدل الحوار، وعلى خلق الأزمات بدل البحث عن حلول واقعية تخدم مصالح شعوب المنطقة.
▪︎ قطيعة دبلوماسية بلا مبررات… وهروب إلى الأمام
أولى حلقات التصعيد بدأت بإعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب دون أسباب موضوعية أو مبررات حقيقية، في خطوة عكست حالة الارتباك التي يعيشها النظام، ورغبته في تحويل الأنظار عن أزماته الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تلت ذلك خطوات عقابية غير محسوبة، من بينها:
- وقف إمدادات الغاز عبر خط الأنبوب المغاربي، في محاولة للضغط على الاقتصاد المغربي.
- إغلاق الأجواء أمام الطيران المدني المغربي، رغم أن الخطوة لم تحقق أي أثر استراتيجي فعلي.
هذه القرارات لم تضر المغرب بقدر ما عمّقت عزلة الجزائر وزادت من خسائرها الاقتصادية، خصوصًا في وقت تشهد فيه أسواق الطاقة تحولات كبرى.
▪︎ تصعيد إعلامي وسيبراني… واستهداف مؤسسات الدولة المغربية
لم يكتف النظام الجزائري بالضغط الاقتصادي والدبلوماسي، بل عبّر عن عدائه عبر حملات إعلامية ممنهجة استهدفت:
- المؤسسة الملكية
- القوات المسلحة الملكية
- النموذج التنموي المغربي
- السياسة الخارجية للمملكة
كما لجأ إلى حرب سيبرانية استهدفت مؤسسات رسمية مغربية، في محاولة لخلق الفوضى والتشويش على استقرار البلاد، وهو نهج بات من سمات الأنظمة التي تفتقر إلى رؤية سياسية داخلية.
▪︎ ملف الصحراء… انكشاف الخطاب واصطدام الوهم بالواقع
ورغم إصرار الجزائر على الادعاء بأنها ليست طرفًا في النزاع حول الصحراء المغربية، فإن ممارساتها السياسية والدبلوماسية تثبت العكس:
- دعم مطلق للبوليساريو
- تمويل لوجستي وعسكري
- تحركات في الكواليس الدولية لتعطيل الحلول السياسية
غير أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، الذي أكد أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والعملي، شكّل ضربة قوية لرهان الجزائر. لقد فشل النظام في فرض رؤيته أو تغيير مسار الملف، بينما عزز المغرب موقعه الإقليمي والدولي.
▪︎ في مقابل التصعيد… المغرب يواصل الصعود بثبات
ما يميز المشهد الإقليمي اليوم هو التفاوت الكبير بين مسارَي البلدين:
🔹 المغرب
- يستند إلى مؤسسات قوية ومستقرة
- يمتلك رؤية ملكية واضحة، واستراتيجيات تنموية بعيدة المدى
- يحقق تقدماً في بنية الدولة وعلى مستوى المشاريع الكبرى
- يحظى باعتراف دولي متزايد بقيادته الإقليمية
وتجسد ذلك في استضافة المملكة لعدد من التظاهرات العالمية:
- مؤتمر الإنتربول 2025
- كأس إفريقيا للأمم
- كأس العالم 2030
- أحداث ومؤتمرات اقتصادية وأمنية كبرى
هذه النجاحات جعلت المغرب نقطة جذب إقليمية، وفاعلًا محوريًا في شمال إفريقيا وغربها.
🔹 الجزائر
في المقابل، تعيش الجزائر:
- عزلة دبلوماسية متنامية
- أزمات اجتماعية واقتصادية داخلية
- غياب رؤية سياسية واضحة للمستقبل
- اعتمادًا مستمرًا على خطاب “العدو الخارجي” لصرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية للمواطن الجزائري
▪︎ خلاصة التحليل: استراتيجية فشل… وواقع ينتصر للحكمة المغربية
ما يحدث اليوم يؤكد أن استراتيجية العداء التي تبناها النظام الجزائري قد فشلت، لأنها لم تستند إلى رؤية، بل إلى انفعالات ظرفية ومزايدات داخلية.
وفي المقابل، اختار المغرب الهدوء، العمل، والإنجاز. لم ينجرّ إلى الاستفزازات، ولم يغيّر مبادئه، وظل يحافظ على خطاب مسؤول يقوم على:
- احترام الجوار
- الالتزام بالقانون الدولي
- الثبات في الدفاع عن مصالحه العليا
ورغم محاولات الإرباك، لا تزال المملكة تسير بثقة نحو مزيد من الاستقرار والنمو، بينما يبقى النظام الجزائري حبيس صراعات داخلية وانغلاق دبلوماسي.




