التحذيرات ترافق تسرب كميات من المياه العادمة إلى شاطئ أكادير

يشهد شاطئ مدينة أكادير، أحد أبرز الوجهات السياحية بالمغرب، كارثة بيئية صامتة تهدد الحياة البحرية وتشوه صورة المدينة السياحية، بعدما تم رصد تدفق مستمر لكميات كبيرة من المياه العادمة نحو الشاطئ منذ أكثر من أسبوع، دون أن تتخذ إجراءات ملموسة لإيقاف هذا النزيف البيئي.
وأثار تزامن هذه الظاهرة مع ذروة الموسم الصيفي قلق العديد من الفعاليات والنشطاء، في حين باتت مشاهد المياه الداكنة والرائحة الكريهة تنفر المصطافين وتطرح علامات استفهام حول الرقابة البيئية في الشاطئ.
ومن الناحية البيئية، يشكل تدفق المياه العادمة إلى البحر تهديدا مباشرا للنظام الإيكولوجي البحري، حيث يؤدي إلى تلوث المياه، وانخفاض نسبة الأوكسجين، ونفوق بعض الكائنات البحرية، بالإضافة إلى إلحاق أضرار بالثروة السمكية.
وفي هذا السياق، أفاد عدد من المتتبعين بأن استمرار هذا الوضع دون تدخل حازم يسيء لصورة المدينة التي تسوق نفسها كوجهة سياحية نظيفة ومستدامة، وهو ما قد يؤثر على جاذبيتها لدى السياح الأجانب الذين يولون اهتماما متزايدا بالقضايا البيئية وجودة المياه الشاطئية.
وفي سياق متصل، تساءل هؤلاء عن دور السلطات المحلية والمجالس المنتخبة في مراقبة هذا النوع من الخروقات البيئية، وعن مدى احترام وحدات التطهير ومعالجة المياه العادمة للمعايير الوطنية والدولية.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، يطالب المتتبعون والغيورون على صورة المدينة بتحرك عاجل من أجل وقف هذا التلوث، وفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، مع دعوات لإطلاق حملات توعية بأهمية حماية الشواطئ، ليس فقط لكونها مسؤولية بيئية، بل باعتبارها ضرورة اقتصادية واجتماعية للحفاظ على جاذبية أكادير كعاصمة سياحية لسوس.