إنزال المهاجرين جنوب الصحراء بأكادير وآيت اعميرة يثير الجدل: إلى متى تستمر الظاهرة؟

انتقد عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، ما اعتبروه “إنزالا ملحوظا” للمهاجرين غير النظاميين القادمين من دول جنوب الصحراء بمناطق مختلفة بتراب جهة سوس ماسة.
وتداول هؤلاء النشطاء صورًا ومقاطع فيديو توثق الوجود المكثف للمهاجرين على شكل تجمعات بشرية في الفضاءات العمومية داخل الجهة، سواء في مدينة أكادير أو جماعة آيت عميرة على مستوى إقليم اشتوكة آيت باها.
وقد رافقت هذه الصور تعليقات غاضبة حملت تساؤلات حول أسباب إغراق مناطق مختلفة بوسط المملكة بالمهاجرين غير النظاميين، ومدى تأثير ذلك على البنية الديمغرافية والاجتماعية للمنطقة.
كما تساءل البعض عن مدى جدوى استمرار المغرب في اعتماد مقاربة متساهلة مع هذه الظاهرة، خاصة في ظل الحوادث المتكررة المرتبطة بأعمال شغب وعنف، والتي سبق رصدها في عدد من المناطق التي تشهد تواجدًا مكثفًا للمهاجرين من جنوب الصحراء.
وتشير التقديرات إلى أن عدد المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء في المغرب يتراوح بين 80 ألفًا و100 ألف مهاجر، بحسب استطلاع للرأي أجرته العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان عام 2023، حيث يمثلون حوالي 44% من إجمالي المهاجرين الأجانب في البلاد.
وينحدر هؤلاء المهاجرون من دول مثل السنغال، غينيا، ساحل العاج، الكاميرون ونيجيريا، إلا أن الأرقام المتاحة تبقى تقريبية بالنظر إلى صعوبة رصد المهاجرين غير النظاميين، الذين يعيش عدد كبير منهم في ظروف غير مستقرة داخل مخيمات مؤقتة أو في المناطق الحدودية كالناظور وطنجة.