إنجاز علمي تاريخي بالمغرب.. مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة تنجح في إعادة برمجة الخلايا

في خطوة وُصفت بـ”التاريخية”، أعلنت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة عن تحقيق إنجاز علمي غير مسبوق في المغرب، تمثل في نجاحها لأول مرة في إعادة برمجة خلايا الدم المحيطية أحادية النواة (PBMCs) إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات (iPSCs). ويُعتبر هذا الاختراق قفزة نوعية تضع المغرب في قلب سباق الابتكار العالمي في مجالي التكنولوجيا الحيوية والطب التجديدي.
فتح آفاق جديدة في الطب التجديدي
الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات (iPSCs) تُعد من أعظم اكتشافات الطب الحديث، إذ تتيح إعادة برمجة خلايا بالغة إلى حالة شبيهة بالخلايا الجذعية الجنينية، بما يمكنها من التحول إلى أي نوع من الخلايا البشرية. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام إمكانيات علاجية هائلة، منها:
- تجديد الأنسجة والأعضاء المتضررة.
- تطوير علاجات شخصية للأمراض المستعصية.
- إنتاج نماذج خلوية لاختبار فعالية وأمان الأدوية.
أمل جديد لمرضى أمراض مزمنة ومستعصية
بحسب الخبراء، فإن هذا الإنجاز قد يكون له أثر مباشر على تطوير علاجات لأمراض القلب والشرايين، والأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر وباركنسون، إلى جانب السكري وأمراض المناعة الذاتية. وهو ما يعزز الأمل في إحداث ثورة علاجية حقيقية لفائدة ملايين المرضى داخل المغرب وخارجه.
تعزيز السيادة العلمية للمغرب
يرى المراقبون أن نجاح مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة في هذا المجال يعكس الإرادة الوطنية في ترسيخ مكانة المغرب كمركز بحثي رائد إقليمياً، بما يتماشى مع الرؤية الملكية الداعمة للبحث العلمي والابتكار. كما أنه خطوة استراتيجية نحو تحقيق السيادة الصحية والعلمية، عبر تقليص الاعتماد على الخارج في مجالات البحث الطبي المتقدم.
إشعاع إقليمي وقاري
إلى جانب الأثر العلمي، من المنتظر أن يساهم هذا الإنجاز في جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا الحيوية، وتعزيز موقع المغرب كوجهة للباحثين والشركات الدولية الرائدة. وهو ما من شأنه أن يحول المملكة إلى قطب إقليمي للبحث السريري والتطوير الطبي، يخدم احتياجات القارة الإفريقية والعالم العربي.
خلاصة
نجاح مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة في إعادة برمجة الخلايا يُعد علامة فارقة في مسار البحث العلمي المغربي، وخطوة تؤكد أن المملكة تتجه بخطى ثابتة نحو مستقبل طبي أكثر ابتكاراً واستقلالية.