Uncategorized

إبراهيم بيشا، أحد أبرز رجال الاقتصاد المغربي في القرن / الحادي والعشرين الميلادي

إبراهيم بن إدحلي، المشهور بلقب بيشا، أحد أبرز رجال الاقتصاد المغربي في القرن الخامس عشر الهجري / الحادي والعشرين الميلادي، ومن كبار المحسنين بجهة سوس ماسة،
أصله من أربعاء الساحل بإقليم تزنيت، من بلدية سوسية اشتهرت بمدارسها القرآنية والعلمية.
نشأ في بيت قرآني، فحفظ القرآن صغيرا على يد مقرئين من بلدته، وكان لذلك الحفظ أثرٌ بالغ في تكوين شخصيته، إذ ظلّ القرآن رفيق مسيرته في كل مراحل حياته.

دخل ميدان التجارة وهو شابٌّ في مقتبل العمر، فكان يبيع السكر والشاي والمواد الغذائية بالتقسيط في الأسواق الأسبوعية بسوس، مستعينا بما تعلّمه من المدارس العتيقة. ثم تدرّج في التجربة حتى صار من كبار الموزّعين في الجنوب المغربي، وعُرف بنشاطه الواسع وحرصه على الجودة والصدق في العمل.

بمرور الأعوام، انتقل من التجارة إلى الاستثمار الصناعي والزراعي والخدماتي، فأسّس مجموعة اقتصادية متكاملة سُمّيت بـ مجموعة بيشا Groupe Bicha، وهي من المجموعات الاقتصادية البارزة في جهة سوس ماسة، اتّسع نشاطها وتنوّعت مجالاتها، فكان لها أثرٌ واضح في حركة التنمية بالجنوب المغربي.

ومن الشركات التابعة له:
‏Nouvelle Aveiro Maroc المتخصّصة في تصبير السمك بمدينة أكادير، وهي من أهم الوحدات الصناعية في هذا المجال.
‏Nouvelle Conserverie Boujdour بالصحراء
المغربية، تعنى بتصبير المنتجات البحرية.
‏Idhali & Sons (إدحلي وأبناؤه)، وهي الذراع الاستثمارية للعائلة، توسّعت في قطاعات المحروقات والغاز والتوزيع والعقار.
‏IDNACO Holding، وهي الشركة القابضة التي تجمع كل هذه الفروع، ومقرّها بالدار البيضاء، رأسمالها يزيد على 400 مليون درهم.

كان رحمه الله من كبار المحسنين للمدارس العتيقة بسوس، يخصّص يوما سنويا لاستقبال طلبتها وفقهائها في منزله، حيث تختتم فيه ختمات قرآنية ويُكرمهم ويفرح بهم.
وكان يتفقد المدارس بنفسه، فيواسي فقهاءها وطلبتها، ويدعمها ماديا ومعنويا، في زمن كان اعتمادها فيه على إحسان أمثاله والجماعات التي شارط عندها فقيه المدرسة.

ساهم رحمه الله في مشاريع اجتماعية وتنموية متعددة بالعالم القروي، وأسهم في إنشاء وتوسعة مدارس ومراكز خيرية بمناطق تزنيت وأكادير.

عُرف بتواضعه الجمّ، يلبس لباس البساطة، وهو لباس حملة القرآن: جلباب مغربي وعمامة بيضاء يضعها فوق رأسه في المناسبات الدينية والاجتماعية، وحتى في المحافل الاقتصادية الكبرى. كان يجالس حملة القرآن أمثاله كما يجالس رجال الدولة، لا تغرّه الشهرة ولا المال، بل يرى نفسه خادما للناس عامة ولحملة القرآن خاصة.

ابتُلي في آخر عمره بمرض عضال، فانتقل إلى باريس للعلاج، وهناك وافته المنية يوم 20 يونيو 2021م. ونُقل جثمانه إلى المغرب، ودُفن في مقبرة دوّار الكريمة بجماعة أربعاء الساحل بأيت بعمرا، في موكب مهيب حضره العلماء والفقهاء والوجهاء ورجال الدولة، وتلقّت أسرته برقية تعزيةٍ من جلالة الملك محمد السادس نصره الله، اعترافا بجهوده في خدمة الاقتصاد الوطني والعمل الاجتماعي ودعم المدارس العتيقة وحملة القرآن .

ترك وراءه إرثا عظيما، وموروثا خالدا، وأسّس نموذجا يُحتذى ويُقتدى به في رعاية المدارس العتيقة وخدمة أهل القرآن.

فما زالت مجموعته الاقتصادية تواصل نشاطها في مختلف المجالات، بإشراف أبنائه الذين يسيرون على نهجه.
ويُذكر اسمه اليوم في سوس وفي أنحاء المغرب مقرونا
بصفات والكرم، والوفاء لأرضه ومنطقته وأهله.

رحمه الله رحمة واسعة، وأجزل له المثوبة، وأثابه على ما قدّم من برّ وإحسان، وجعل ما خلّفه من آثار الخير صدقة جارية لا تنقطع.
واجعل القرآن له نورا في قبره، وقرينا في وحدته، وسببا لرفعته، وألحقه بالصالحين الذين أنفقوا أموالهم ابتغاء مرضاتك وتثبيتا من أنفسهم.
واجعل ما يُقال فيه من جميل القول صدقا عندك، فإنك تعلم السرّ وأخفى، ولا نُزكّي على الله أحدا، وإننا نرجو له من فضلك تمام المغفرة، وجنة الرضوان، وله ولكل من نصر كتابك، ورفع رايته، وخدم أهله، أن تكتب لهم القبول في الأرض والسماء، وتجعلهم من عبادك الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button