سجّل سوق السيارات المستعملة بالمغرب خلال سنة 2024 رقمًا قياسيًا تاريخيًا، مع تسجيل 775 ألف و121 عملية تحويل ملكية، ما يعكس تصاعدًا لافتًا في الإقبال على هذا القطاع، بنسبة نمو بلغت 28,5 في المئة مقارنة بسنة 2023.
وكشفت مجلة “أوطو نيوز” المتخصصة في قطاع السيارات، على هامش انطلاق الدورة الرابعة من معرض “Auto Occasion” المنظم بالدار البيضاء، أن السيارات الخاصة تمثل الجزء الأكبر من هذا النشاط، بما يفوق 537 ألف وحدة مباعة، محققة زيادة قدرها 29%.
قطاع غير مهيكل يشهد اهتمامًا متزايدًا
ويأتي هذا النمو اللافت في وقت ما زال فيه قطاع السيارات المستعملة يعاني من نقص في الهيكلة والتنظيم، إلا أن المعرض كشف عن اهتمام متزايد من طرف المهنيين، وشركات التمويل والتأمين، وموزعي الإكسسوارات، في محاولة لدفع هذا السوق نحو الرسمية.
وفي هذا السياق، أكدت ليلى كنانة، رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض، أن هذا الحدث يشكّل فرصة مهمة لعرض سيارات مستعملة مراقبة وموثوقة، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات الجديدة في المغرب، وهو ما جعل من اقتناء المستعمل خيارًا عمليًا واقتصاديًا لفئات واسعة من المستهلكين.
منصات البيع تتجه نحو الاحتراف
من جهته، أوضح هشام العتابي، مدير النشر بمجلة “أوطو نيوز”، أن الإقبال الكبير على السيارات المستعملة يعكس تغيرًا في سلوك الشراء لدى المغاربة، خصوصاً منذ جائحة كوفيد-19 وما رافقها من تضخم في أسعار السيارات الجديدة.
وأشار إلى أن المهنيين أصبحوا يقدمون اليوم خدمات شاملة للزبناء، تشمل ضمانات ميكانيكية تصل إلى 24 شهرًا، مع خدمات تمويل وتأمين مرنة، مما يعزّز ثقة المستهلك في سوق كانت حتى وقت قريب توصف بالعشوائية.
نحو هيكلة شاملة للسوق
يُشار إلى أن المعرض المنظم إلى غاية 22 يونيو الجاري، على مساحة تفوق 10 آلاف متر مربع، يعرف مشاركة أكثر من 30 عارضًا يمثلون أبرز الفاعلين في السوق، من وكلاء السيارات المستعملة المعتمدين، ومزودي خدمات ما بعد البيع، إلى شركات تمويل وتأمين متخصصة.
ويطمح هذا الموعد السنوي إلى أن يشكل منصة تجارية وتنظيمية لهيكلة قطاع السيارات المستعملة، والمساهمة في تنظيم المعاملات وتقديم عروض شفافة وضمانات حقيقية تعزّز من ثقة المستهلك المغربي، وتواكب التحولات الحاصلة في أنماط الاستهلاك والتنقل.
