أكادير تودّع أحد رجالات البحر الكبار.. الحاج عبد العزيز قريفة يرحل في صمت الكبار

أكادير – 4 يوليوز 2025
ودّعت مدينة أكادير، أمس الجمعة، واحداً من رجالاتها البارزين في مجال الصيد البحري وتجارة السمك، الحاج عبد العزيز قريفة، الذي وافته المنية مساء الخميس عن عمر ناهز 94 عاماً، بعد مسيرة طويلة من العطاء بصمت وتفانٍ قل نظيرهما.
وشيّع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة، حضرها عدد من الفاعلين المهنيين وأفراد عائلته، الذين ودعوه بقلوب مؤمنة، حاملين معه ذكريات راسخة من مسيرة إنسانية ومهنية استثنائية، تركت بصمات لا تُمحى في ذاكرة القطاع البحري بالجنوب.
ويُعد الراحل أحد أعمدة الصيد البحري بسوس والمغرب عموماً، إذ ينتمي إلى الجيل المؤسس لهذا القطاع الحيوي، حيث أسهم رفقة رواد آخرين في بناء اللبنات الأولى لتجارة السمك والصيد الصناعي، وكان من أوائل المجهزين الذين آمنوا بقدرة أبناء الوطن على تحقيق الريادة وتثمين الثروة البحرية المغربية.
وفي كلمة تأبينية مؤثرة، قال الفاعل المهني والمستثمر في قطاع الصيد البحري، عبد الرحيم الهبزة:
“فقدنا اليوم رجلاً من طينة الكبار.. من أهل الوفاء والإخلاص، ممن عملوا في صمت وتركوا بصمات خالدة في ذاكرة كل من عرفهم. لقد كان الحاج عبد العزيز قريفة نموذجاً يُحتذى في التواضع والأخلاق العالية، وخدمة الوطن دون صخب أو ادعاء.”
وأضاف الهبزة بأسى:
“الرواد الأوائل لهذا القطاع يتساقطون واحداً تلو الآخر، وهم من بنوا أسس المهنة بعرقهم وصبرهم، ويستحقون أن نحفظ إرثهم ونوثّق مساراتهم، لأنهم يمثلون ذاكرة جماعية لقطاع اقتصادي واجتماعي هام.”
ودعا المتحدث إلى إطلاق مبادرات تهدف إلى حفظ الذاكرة البحرية وتوثيق تجارب الرواد، معتبراً أن غياب هذا التوثيق يمثل خسارة حقيقية لمستقبل الصيد البحري بالمغرب.
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة تحرير بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد الكريمة، وكل مكونات قطاع الصيد البحري، سائلين الله عز وجل أن يتغمّد الراحل بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا إليه راجعون.”