في إجراء يعكس يقظة السلطات المحلية وحرصها على احترام معايير الجودة في تنفيذ المشاريع العمومية، باشرت المصالح المختصة صباح اليوم السبت عملية إزالة أرضية تبليط حديثة بمحاذاة مسجد لبنان بمدينة أكادير، بعد رصد اختلالات تقنية جسيمة في الأشغال المنجزة.
وجاء هذا القرار بناءً على نتائج زيارة ميدانية قامت بها لجنة تقنية مختصة، حيث خلصت إلى وجود عيوب واضحة في جودة المواد المستعملة وتقنيات التثبيت، بما يخالف بنود دفتر التحملات المنظم للمشروع.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد وقفت اللجنة على اختلالات بنيوية قد تُعرض سلامة المارة للخطر، خصوصًا أن الأشغال تهم منطقة محاذية لأحد أبرز المساجد بالمدينة. وأوصت اللجنة بإيقاف الأشغال فورًا والشروع في إزالة التبليط بشكل كلي وإعادة تنفيذه وفق المعايير المعتمدة.
ويُعد دفتر التحملات بمثابة المرجع القانوني الذي يُلزم المقاولات بتنفيذ الأشغال وفق ضوابط دقيقة، سواء من حيث نوعية المواد أو جودة التركيب، وأي إخلال بمضامينه يُرتب مسؤوليات قانونية قد تصل إلى فسخ العقد أو فرض عقوبات مالية وإعادة الأشغال من جديد.
هذه العملية الرقابية تعزز من دور السلطات الترابية في مراقبة مشاريع التهيئة وتكريس مبادئ الشفافية والمحاسبة في تدبير المال العام، وترسل رسالة واضحة مفادها أن التساهل مع الغش في الأوراش العمومية لم يعد مقبولاً.
وفي السياق ذاته، دعا عدد من المهتمين بالشأن المحلي إلى تعميم هذه التدخلات الصارمة على باقي أوراش المدينة، من أجل ترسيخ ثقافة الجودة وضمان مطابقة المشاريع لمعايير السلامة والمتانة، وتعزيز ثقة المواطنين في التدبير العمومي.
