
شهدت مدينة سيدي إفني ونواحيها خلال الأيام الأخيرة ارتفاعًا لافتًا في أسعار فاكهة التين الشوكي المعروفة محليًا بـ”الهندية”، حيث تراوح سعر الحبة الواحدة بين 3 و5 دراهم، ما خلف موجة استغراب لدى الساكنة والزوار، خاصة وأن المنطقة تُعد من أهم المناطق المنتجة لهذه الفاكهة بالمغرب.
في جولة ميدانية ببعض الحقول الواقعة بمنطقة صبويا، اتضح أن السبب الرئيس في هذا الارتفاع يعود إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بنباتات الصبار، بفعل انتشار الحشرة القرمزية، والتي حولت المساحات الخضراء إلى أراضٍ يابسة وحقول شبه ميتة.
القليل من الفلاحين تمكنوا من حماية محاصيلهم بعد استخدام مبيدات خاصة باهظة الثمن، بينما عجزت الغالبية عن ذلك بسبب التكاليف المرتفعة وصعوبة الولوج إلى برامج الدعم.
ويثير هذا الوضع تساؤلات ملحّة حول مستقبل هذه الفاكهة الموسمية، التي كانت لسنوات مصدر دخل مهم لعدد من الأسر القروية، في وقت وصلت فيه أسعار الحبة الواحدة في بعض الأسواق إلى ما يفوق 12 درهمًا، بعد أن كانت تباع سابقًا بثمن رمزي لا يتجاوز 50 سنتيمًا.
ومع استمرار سيطرة الوسطاء وغياب أدوات فعالة لضبط السوق وتوفير الحماية للمستهلك، تتعالى الأصوات المطالبة بإستراتيجية واضحة لإعادة تأهيل زراعة التين الشوكي، والحد من المضاربات، وضمان عدالة في التوزيع والاستفادة.