محطة سيارات الأجرة قرب مؤسسة الإدريسي بأكادير… أشغال بلا رؤية وطريق تهدد سلامة التلاميذ

تحقيق: قسم الشؤون المحلية
تتواصل الأشغال بمحطة سيارات الأجرة المجاورة لمؤسسة الإدريسي التعليمية بأكادير في ظروف تثير الكثير من التساؤلات لدى الساكنة وأولياء أمور التلاميذ، بعدما تبين أن المساحة المخصصة للراجلين ضيقة للغاية، ولا تسمح بمرور التلاميذ والمواطنين بشكل آمن، خصوصًا خلال فترات الذروة الصباحية والمسائية.
وكان موقعنا قد نشر في وقت سابق مقالة تنبه إلى هذا الوضع، قبل أن يعود فريق الجريدة إلى عين المكان في زيارة ميدانية ثانية لمتابعة تطورات الموضوع. وخلال هذه الزيارة، تم التواصل مع إدارة المؤسسة ومع رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، الذي أكد أن الجمعية راسلت المجلس الجماعي لأكادير والمديرية الإقليمية للتعليم، مطالبة بالتدخل العاجل لوضع حواجز حديدية وقائية على امتداد الرصيف، لتفادي مرور التلاميذ وسط الشارع العام وما قد يترتب عن ذلك من حوادث سير مأساوية.
وأضاف رئيس الجمعية أن الجمعية سبق أن نبهت منذ بداية الأشغال إلى ضرورة اعتماد تصميم يأخذ بعين الاعتبار سلامة المارة، خصوصًا الأطفال، إلا أن الشركة المكلفة وُصفت بـ“المتعنتة”، ولم تُبد أي تجاوب مع ملاحظات الفاعلين التربويين والمجتمع المدني.
من جهة أخرى، يرى عدد من المواطنين أن ما يحدث في هذا المشروع يعكس خللًا في التنسيق بين المصالح الجماعية ومندوبيات القطاعات المعنية، وغياب رؤية شمولية تحترم حقوق مستعملي الطريق، خاصة قرب المؤسسات التعليمية.
ويذهب مراقبون إلى أن مثل هذه النماذج من الإقصاء وغياب الحوار الجاد والمسؤول مع الساكنة وهيئات المجتمع المدني، تساهم بشكل مباشر في تصاعد موجات الاحتقان والاحتجاجات الشبابية الأخيرة، التي تُعتبر في جوهرها صرخة ضد التهميش وسوء تدبير الشأن المحلي.
في المقابل، يطالب الآباء والمجتمع المدني بضرورة تدخل السلطات المحلية والمنتخبة بشكل عاجل، لتصحيح الوضع وضمان بيئة آمنة للتلاميذ، مع مراجعة تصميم الأشغال بما ينسجم مع المعايير القانونية والتنظيمية الخاصة بسلامة المرور قرب المؤسسات التعليمية.
ويبقى السؤال المطروح اليوم:
هل سيتحرك المجلس الجماعي لأكادير لإيجاد حل فوري لهذه الإشكالية، أم ستنتظر الجهات المسؤولة وقوع حادث مؤلم لا قدر الله حتى تتحرك؟




