شهدت مدينة تارودانت افتتاح الموسم العلمي الأكاديمي بحدث فكري متميز، شاركت فيه جمعية قدماء معهد محمد الخامس بتارودانت، وذلك من خلال حضورها لمحاضرة علمية قيمة أطرها الكاتب واللساني الكبير الدكتور محمد المدلاوي المنبهي، أحد أبرز خريجي المعهد وأحد الوجوه اللامعة في الساحة الأكاديمية المغربية.
وحملت المحاضرة عنوان: “أوجه التداخل اللغوي والثقافي بالمغرب”، وهو موضوع يعكس العمق اللغوي والتنوع الحضاري الذي يميز الهوية المغربية، ويبرز غنى التفاعل الثقافي الذي شكّل تاريخ المغرب عبر العصور.
وقد تميزت المحاضرة بعمقها التحليلي، حيث تناول الدكتور المدلاوي المنبهي مظاهر التعدد اللغوي بالمغرب، والتفاعل بين العربية والأمازيغية واللغات الأجنبية، إضافة إلى استحضار البعد الشفهي والتراثي كعنصر مركزي في بناء الشخصية الثقافية المغربية. كما سلط الضوء على أهمية البحث اللساني في فهم التحولات الاجتماعية والثقافية التي يعرفها المجتمع المغربي.
ويعد الدكتور المدلاوي المنبهي من الأسماء العلمية البارزة وطنيا ودوليا، حيث أغنى الحقل الأكاديمي بعدة مؤلفات ودراسات في اللسانيات والسيميائيات وتحليل الخطاب، إلى جانب مساهماته في تطوير النقاش العلمي حول قضايا الهوية والتعدد اللغوي.
وفي ختام هذا الموعد العلمي، قامت جمعية قدماء معهد محمد الخامس بتارودانت بتكريم الدكتور المدلاوي المنبهي، تقديرًا لمساره العلمي الحافل، وذلك عبر تقديم تذكار الوفاء وشهادة تقديرية سلمها أعضاء الجمعية في جو يسوده الاعتزاز والامتنان.
ويأتي هذا التكريم ليعكس روح الوفاء التي يحملها قدماء المعهد تجاه رموز العلم والمعرفة الذين بصموا الحياة الأكاديمية المغربية، مؤكّدين استمرارهم في دعم البحث العلمي وترسيخ قيم الاجتهاد والتميز.
