اللباس المخزني المغربي.. أزيد من 700 سنة من الهيبة والرمزية التاريخية

الرباط – سياحة وثقافة
في كل زاوية من زوايا المغرب العريق، يختبئ تراث عميق ضارب في جذور التاريخ، ومن بين أبرز رموزه “اللباس المخزني المغربي” الذي ما يزال محافظًا على شكله وهيبته منذ أكثر من سبعة قرون، وتحديدًا منذ عهد الإمبراطورية السعدية، التي أرست دعائم المخزن المغربي كجهاز سياسي وإداري وعسكري.
اللباس.. أكثر من زي رسمي
اللباس المخزني ليس مجرد زي يُرتدى، بل هو رمز للسيادة والسلطة والانضباط. يتميز بتفاصيل دقيقة، تجمع بين القوة والوقار، ويُعبر عن الانتماء للمؤسسة المخزنية التي لطالما شكّلت عمودًا فقريًا لاستقرار الدولة المغربية عبر العصور.
وقد حافظ هذا اللباس على أصالته وهويته رغم مرور الزمن وتغيّر السياقات، مما يُبرهن على مدى احترام المغرب لمؤسساته التاريخية وتقاليده العريقة.
تجربة سياحية فريدة في الرباط
لمن يزور العاصمة الرباط، سيصادف هؤلاء الحُرّاس المخزنيين في أماكن ذات حمولة رمزية وتاريخية، مثل:
- ضريح محمد الخامس،
- قصر الملكي،
- باب السفراء،
- وبعض المعالم التي لعبت دورًا في رسم ملامح التاريخ السياسي للمملكة.
ويحرص السياح من مختلف أنحاء العالم على التقاط صور تذكارية معهم، في تجربة توثق التقاء الماضي بالحاضر في مشهدٍ مهيب يعبق بالتقاليد المغربية الأصيلة.
ملامح اللباس المخزني
يتكوّن اللباس من:
- الجلابة العسكرية التقليدية المصنوعة بعناية،
- القبعة الحمراء “الشاشية” أو “الطرقية” حسب المنطقة،
- الحزام التقليدي،
- البلاغي الجلدي أو الحذاء الرسمي، ويكتمل الزي بوقفة الانضباط والتأهب التي تعكس روح الحارس المخزني، كرمز للالتزام والتفاني.
🕌 المخزن.. مؤسسة ضاربة في الجذور
منذ العصر السعدي، ومرورًا بالدولة العلوية الشريفة، ظل “المخزن” يمثل المؤسسة المركزية التي تُدير شؤون البلاد، ويتجلّى في رموزه، من بينها هذا الزي الذي صمد لقرون أمام كل محاولات التغيير، ليبقى عنوانًا لهوية متفردة لا تُشبه إلا نفسها.
اللباس المخزني المغربي ليس زينةً خارجية، بل ذاكرة حيّة تحكي فصولًا من تاريخ المغرب السياسي والديني والعسكري، وتُجسّد استمرارية الدولة عبر أزيائها ورجالها.
فلا عجب أن يتحوّل هذا الزي إلى أيقونة يتسابق السياح إلى تخليد لحظاتهم معه، في بلد يعتز بماضيه بقدر ما ينظر إلى مستقبله بثقة.


