في قلب أفغانستان… مغامر مغربي يعثر على “الرباط” المجهولة!

في مشهد يكاد لا يُصدق، عثر المغامر المغربي ياسين الصقلي، الذي يوصف بأنه أحد أعظم الرحالة في تاريخ المملكة بعد ابن بطوطة ومصطفى الزموري (Estebanico)، على قرية نائية في جبال أفغانستان الشرقية تحمل اسمًا مألوفًا لكل مغربي: “الرباط”.
ما جعل هذا الاكتشاف استثنائيًا ليس فقط الاسم الغريب للقرية، بل أيضًا العلم المغربي الأحمر ذو النجمة الخضراء، الذي كان يرفرف على واجهات بعض الدكاكين والمنازل. والمفاجأة الأكبر أن سكان القرية لا يعرفون شيئًا عن المغرب، بل لم يسمعوا من قبل باسم المملكة، ناهيك عن علمها!
من هو ياسين الصقلي؟
ياسين الصقلي ليس مجرد مغامر عادي، بل هو مستكشف ميداني متخصص في المناطق المعزولة جغرافيًا وثقافيًا، يجمع بين عشق الترحال وتوثيق الظواهر الإنسانية النادرة. وقد سبق له أن خاض مغامرات في غابات الأمازون، ومجاهل أفريقيا الوسطى، وسهوب آسيا، لكنه يقول إن ما وجده في أفغانستان “لا يُنسى”.
“حين وصلت إلى القرية عبر ممر جبلي صعب، ظننت أنني أتخيل… كيف يمكن لعلم المغرب أن يصل إلى منطقة لم يصلها لا الدبلوماسيون ولا التجار ولا حتى الإنترنت؟” – ياسين الصقلي.
القرية “الرباط” المجهولة: لغز حضاري
قرية “الرباط” تقع بين مرتفعات وعرة في ولاية كونار شرقي أفغانستان، وتضم نحو 200 أسرة. ورغم فقرها وضعف ارتباطها بالعالم الخارجي، إلا أن ثقافة حسن الضيافة التي يتميز بها الأفغان كانت حاضرة، حيث استقبل السكان ياسين بترحاب كبير، دون أن يتمكنوا من شرح معنى العلم أو مصدره.
فرضيات مثيرة
الاكتشاف أثار جدلاً واسعًا بين المتتبعين، وفتح الباب أمام عدة فرضيات:
- فرضية الطرق الصوفية: بعض الباحثين في التاريخ الإسلامي رجّحوا وجود علاقة قديمة بين متصوفة المغرب وطرق صوفية انتشرت عبر آسيا الوسطى، مما قد يكون سببًا في حمل الرمز المغربي إلى تلك المنطقة.
- التجارة غير الرسمية: آخرون أشاروا إلى التهريب العابر للحدود، حيث قد تكون أعلام أو منتوجات مغربية وصلت عن طريق الحجاج أو الأسواق المتنقلة.
- تأثير المسلسلات أو القنوات الفضائية: احتمال ضئيل لكنه ممكن، رغم أن سكان القرية لا يتوفرون على كهرباء أو وسائل بث، ما يجعل هذا التفسير ضعيفًا.
هل هي صدفة لغوية أم رابط تاريخي؟
الاسم “الرباط” منتشر في العديد من الدول الإسلامية، كونه يُحيل إلى “المرابطين” أو أماكن الرباط الروحي أو الجهادي. لكن اجتماع الاسم مع العلم المغربي في مكان معزول دون تفسير واضح، يُحوّل هذه الصدفة إلى لغز يحتاج إلى دراسة أعمق.
دعوة للبحث التاريخي والأنثروبولوجي
اكتشاف الصقلي يسلط الضوء على ضرورة دعم الباحثين والمستكشفين المغاربة لفهم آثارهم في العالم، خصوصًا في المناطق ذات الصلات الثقافية الإسلامية. كما أنه يفتح المجال أمام تعاون علمي مغربي-أفغاني لكشف حقيقة هذه الظاهرة الغامضة.
ختامًا:
تبقى قصة “قرية الرباط” في أفغانستان إحدى أكثر القصص غرابة في سجل الاستكشافات المغربية الحديثة، قصة تستدعي توثيقًا رسميًا، وربما تكون بداية لمسار جديد في علم الاستكشاف الهوياتي للمغاربة عبر العالم.