Uncategorized
“باب الزركان بتارودانت: تحفة معمارية تروي تاريخ المدينة وتستشرف مستقبلها الثقافي”

مقدمة:
بين أزقة المدينة العتيقة لتارودانت، يقف باب الزركان شامخًا كشاهد على تاريخ عريق ورمزٍ للهوية المعمارية للمنطقة. هذا الباب، الذي تم ترميمه وإعادة تهيئته بشكل لافت من قِبَل وزارة الثقافة، ليس مجرد معلم أثري، بل بوابة تربط ماضي المدينة بحاضرها الثقافي الزاخر. وتعمل الوزارة حاليًا على مشاريع مماثلة لترميم باب الخميس وباب أولاد بنونة، في إطار خطة شاملة للحفاظ على التراث العمراني لسوس.
1. تاريخ باب الزركان: من الحصن العسكري إلى التحفة الفنية
- الجذور التاريخية: بُني الباب في الأصل كجزء من الأسوار الدفاعية للمدينة القديمة، خلال الفترة المرابطية أو الموحدية (حسب بعض المؤرخين)، ليكون نقطة مراقبة وحماية للمدينة.
- التسمية: يُعتقد أن اسم “الزركان” مشتق من الكلمة الأمازيغية “أزَركَ” (أو “إزَرْكان”) التي قد تعني “الباب القوي” أو “المحصّن”، بينما يربطه آخرون بالعائلات التاريخية التي سكنت محيطه.
- الدور الاجتماعي: كان الباب نقطة التقاء للتجار والزوار القادمين من المناطق المجاورة، كما ارتبط بالاحتفالات الشعبية والأسواق الأسبوعية.
2. الترميم: إحياء للذاكرة الجماعية
- مشروع الوزارة: أشرفت وزارة الثقافة على ترميم الباب بالاعتماد على المواد التقليدية (مثل الطين والحجر المحلي) لتجنب تشويه طابعه الأصلي، مع إضافة لمسات جمالية كالنقوش الأمازيغية.
- التحديات: واجه الفريق المسؤول صعوبات في الحفاظ على التفاصيل التاريخية مع تلبية معايير السلامة الحديثة.
- الرؤية المستقبلية: يُخطط لتحويل المحيط إلى فضاء ثقافي مفتوح للعروض الفنية والمعارض التراثية.
3. باب الزركان اليوم: أيقونة سياحية وثقافية
- الجمال المعماري: يمزج الباب بين الطابع الأمازيغي المغربي والأسلوب الدفاعي الإسلامي، بأقواسه المنحوتة وزخارفه الهندسية.
- الاندماج المجتمعي: أصبح الموقع وجهة للسياح وطلاب التاريخ، كما يُنظم فيه مهرجانات محلية مثل “مهرجان تارودانت للتراث”.
- شهادات: يقول عمر أزناك، مؤرخ محلي: “الباب لم يعد مجرد حجارة، بل هو كتاب مفتوح يروي حكايات المقاومة والتجارة والحياة اليومية لأجدادنا”.
4. مشاريع مماثلة: باب الخميس وأولاد بنونة
كشفت وزارة الثقافة عن بدء أعمال ترميم باب الخميس (الذي كان مركزًا للحركة التجارية) وباب أولاد بنونة (المعروف بحكاياته الشعبية)، ضمن استراتيجية تهدف إلى:
- تحويل الأبواب التاريخية إلى متاحف مفتوحة.
- ربطها بمسارات سياحية تربط بين معالم مدينة تارودانت العتيقة.
خاتمة:
باب الزركان ليس مجرد أثرٍ من الماضي، بل مشروعٌ ثقافي حي يعكس إصرار المغرب على حماية تراثه المادي. مع كل حجر يُرمّم، تُكتب صفحة جديدة من سجل مدينة تارودانت، مدينة الشمس والتاريخ.