نادي التاريخ الراهن والذاكرة يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء وقرار الأمم المتحدة 2797
إعداد: الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الخشيبي
باحث في القانون والعلوم السياسية
في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واحتفالاً بالقرار الأممي رقم 2797 الداعم لمقترح الحكم الذاتي، نظم نادي التاريخ الراهن والذاكرة بالثانوية التأهيلية الخليج في المديرية الإقليمية لأكادير إدوتنان، صباح يوم الأربعاء 5 نونبر 2025، نشاطاً ثقافياً متميزاً بتنسيق مع إدارة المؤسسة وبشراكة مع جمعية آباء وأولياء أمور التلاميذ.
شهد النشاط الثقافي مجموعة من الفقرات الفنية التي تضمنت أناشيد وطنية، أشعاراً وفقرات من الفولكلور المغربي، وعروضاً تهدف إلى تعزيز قيم التربية على المواطنة.
تزامن مع هذه الفعاليات تنظيم ندوة فكرية أطرها الأساتذة عبد الله كيكر، محمد أزداك، عبد اللطيف الخشيبي وربيع رشيدي، وذلك في إطار تنزيل خارطة الطريق 2022-2026، خاصة البرنامج الرابع المتعلق بالتفتح والتربية على المواطنة والقيم الإيجابية.
افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من مطلع سورة الفتح، أعقبها أداء النشيد الوطني، ثم ألقى مدير المؤسسة، السيد الحسين شتونو، كلمة أكد فيها أهمية الذكرى واستحضار دور الآباء والأجداد في هذه الملحمة الوطنية، مشيراً إلى أن القرار الأممي لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل دبلوماسي متواصل قاده الملك محمد السادس بحكمة وبعد نظر.
من جهته، شدد رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ، السيد جامع إذ خيري، على أن المسيرة الخضراء تمثل حدثاً تاريخياً أعاد جزءاً من التراب الوطني إلى لحمة الوطن، وهي مناسبة للاحتفاء بتضحيات أبناء الوطن ولتأكيد الاستمرار في مسيرة التنمية والاستقرار.
وانطلقت بعد ذلك أشغال الندوة الفكرية، حيث أكد الأستاذ ربيع رشيدي أن المغرب حقق في 31 أكتوبر انتصاراً دبلوماسياً حاسماً داخل مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية أصبح الأساس الوحيد لأي مسار تفاوضي بشأن قضية الصحراء.
بدوره، أوضح الأستاذ عبد الله كيكر ارتباط المسيرة الخضراء بالقرار الأممي 2797، مشيراً إلى جهود المغرب المستمرة منذ قرار محكمة العدل الدولية بالهاي عام 1974، والتي توجت بانتصار دبلوماسي على مستوى الأمم المتحدة.
أما الأستاذ محمد أزداك، فقد أبرز أن هذه الملحمة الوطنية امتداد لمسار طويل من الكفاح من أجل الاستقلال والوحدة الترابية، مشيراً إلى أن القرار الأممي تزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة، مما منح الحدث بعداً رمزياً مهماً.
بدوره، قدّم الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الخشيبي مداخلة بعنوان “الحكم الذاتي في ضوء القانون الدولي”، حيث بين الإطار السياسي والقانوني للحكم الذاتي ومضمون المقترح المغربي، مؤكداً أن القرار الأممي 2797 يشكل فتحاً تاريخياً لمسار فض النزاعات بطرق سلمية، ويعطي دفعة قوية لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المزمن في شمال إفريقيا، ويضع مرحلة جديدة من التفعيل التنموي للأقاليم الجنوبية في المغرب.
وأضاف الخشيبي أن الخطاب الملكي الذي أعقب القرار يضع على دول المنطقة، وعلى رأسها الجزائر، مسؤوليات تاريخية للانخراط في المسار البناء الذي رسمه مجلس الأمن، بدلاً من إدامة النزاع المصطنع الذي استنزف طاقات المنطقة لعقود.







