Uncategorized

رجال ونساء الأمن.. دروع الوطن والساهرون على أمنه و استقراره.

في وقت تتصدر فيه بعض الحالات الشاذة عناوين الأخبار وتسرق الأضواء، يغيب عن دائرة التقدير والاحتفاء آلاف الرجال والنساء الذين يكدحون ليل نهار لحماية الوطن ومواطنيه. إنهم رجال الأمن الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والجنود البواسل، الذين يضحون بأرواحهم وراحتهم في سبيل أن ننام نحن مطمئنين.

حالات فردية لا تُلغي سنوات من التضحيات

في الأيام الماضية، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لضابط أمن يطلب من سائح أجنبي مبلغًا ماليًا دون سند قانوني. والحق أن مثل هذه التصرفات – وإن كانت مستنكرة ومرفوضة – تبقى استثناءً لا يعكس بأي حال القيم النبيلة التي يتحلى بها غالبية رجال الأمن.

فكم من ضابط وقف شامخًا في وجه المخالفات، ورفض الرشوة، وضرب أروع الأمثلة في النزاهة والانضباط؟ كم من جندي بذل دمه دفاعًا عن حرمة الوطن؟ وكم من شرطية ضحت براحتها لتحمي شرف المهنة؟ هذه هي الصورة الحقيقية التي يجب أن تعلق في أذهاننا، لا تلك الصور المشوهة التي تحاول أن تسيء إلى سمعة رجال هم في الحقيقة خط الدفاع الأول عن أمننا.

التضحيات الخفية.. سهر على الحدود وتضحيات في الصفوف الأمامية

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، من انتشار الجريمة المنظمة والإرهاب وتهريب المخدرات، يقف رجال الأمن كالسد المنيع. هم من يحرسون حدودنا ليل نهار، ويتعقبون الخلايا الإجرامية، ويواجهون المخاطر بحرفية وشجاعة.

هل ننسى أولئك الذين سقطوا شهداء في معارك ضد الإرهاب؟ هل نتناسى من يعملون في صمت، بعيدًا عن الأضواء، لضمان استقرار شوارعنا وأحيائنا؟ إنهم لا ينتظرون الشكر، لكن الأقل الذي نقدمه هو الإنصاف والاعتراف بفضلهم.

الإنصاف واجب.. والمساءلة حق

لا أحد ينكر أن هناك أخطاءً فردية قد تقع، وهذا شأن كل المؤسسات البشرية. لكن الفارق بين المجتمعات العظيمة والمتخلفة هو أن الأولى تنظر إلى المحاسبة كإجراء تصحيحي، بينما الثانية تستخدم الأخطاء كذريعة لهدم الثقة في المؤسسات.

المساءلة القانونية العادلة واجبة لكل من يثبت تقصيره، لكن العدل يقتضي أيضًا ألا نعمم الأخطاء الفردية على مؤسسة بكاملها، وأن نذكر دائمًا أن الغالبية الساحقة من رجال ونساء الأمن هم نماذج مشرفة للوطنية والتضحية.

خاتمة: لنكن عادلين في الحكم والوفاء

إن رجال الأمن ليسوا ملائكة معصومين، لكنهم بشر يبذلون ما في وسعهم لخدمة الوطن. وواجبنا كمواطنين أن نكون عادلين في تقييمهم، وأن نذكر دائمًا أنهم يحموننا حتى من أنفسنا أحيانًا.

فلنقف جميعًا وقفة إجلال واحترام لكل من يلبس الزي الأمني والعسكري، وليكن شعارنا: “نحاسب من أخطأ، ونشكر من ضحى”. لأن في ذلك ضمانًا لاستمرار المسيرة الأمنية بثقة وتفانٍ.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button