Uncategorized

والي سوس ماسة في قلب العاصفة: قمع احتجاجات سلمية أمام “مستشفى الموت” بأكادير

حسن كرياط

تحوّل المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، الذي يفترض أن يكون ملاذًا للاستشفاء، إلى رمز لمعاناة يومية يصفها المواطنون بـ”مأساة مفتوحة”، حيث الأرواح تُزهق وسط ظروف صحية مزرية، وإهمال يطال أبسط حقوق المرضى في العلاج الكريم.

وأمام هذا الواقع المرير، خرج العشرات من المواطنين في وقفة احتجاجية سلمية للتنديد بتدهور الخدمات الصحية وغياب الحد الأدنى من شروط الكرامة داخل هذا المرفق الحيوي. غير أن أصوات الغاضبين قوبلت بالمنع والتدخل الأمني، في مشهد يكرّس منطق القمع بدل الحوار والإصغاء.

الحدث شكل أول اختبار ميداني للوالي الجديد على جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي، الذي وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع مطالب اجتماعية ملحّة. لكن طريقة التعاطي مع هذا الحراك الشعبي السلمي اعتُبرت، وفق متتبعين، سقوطًا مبكرًا في أول امتحان، بعدما بدا أن “منطق التعليمات” طغى على واجب التواصل مع الساكنة والبحث عن حلول عملية.

إن ما جرى أمام مستشفى الحسن الثاني لا يختزل فقط أزمة قطاع الصحة بالجهة، بل يكشف عن عمق الهوة بين انتظارات المواطنين وسياسة تدبير الشأن العام. فالمستشفى الذي يُفترض أن يكون فضاءً للعلاج، تحوّل في نظر الساكنة إلى “مقبرة للأحلام” ومرادف للإهمال والعبث.

وبينما يستمر الجدل حول هذا الملف الحساس، يبقى السؤال المطروح بإلحاح: هل سيغيّر الوالي الجديد أسلوبه في التعاطي مع القضايا الاجتماعية، وينتقل من منطق المنع إلى منطق الإصغاء، أم أن جهة سوس ماسة ستظل أسيرة نفس الحلقة المفرغة من التبرير والقمع؟

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button