تارودانت.. صناع وحرفيو دار الدباغ يرفعون صوت الاحتجاج ضد قرارات الإفراغ والزيادة في الكراء
شهدت ساحة نظارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة تارودانت، صباح اليوم الثلاثاء 9 شتنبر 2025، وقفة احتجاجية قوية نظمها الصناع التقليديون والحرفيون العاملون بدار الدباغ. وقد جاءت هذه الخطوة كرد فعل على ما وصفوه بـ”قرارات مجحفة” تهدد مصدر عيشهم، أبرزها الزيادات المفاجئة في واجبات الكراء، إلى جانب توصل عدد منهم بإنذارات بالإفراغ.
العشرات من الصناع والحرفيين توافدوا منذ الساعات الأولى وهم يحملون لافتات ويرددون شعارات تندد بما اعتبروه “ضغطاً على الصناع البسطاء” و”محاولة لخنق قطاع تقليدي يعيش أصلاً وضعية صعبة”. كما شددوا على أن القرارات الأخيرة تهدد بإقبار نشاط مهني ضارب في عمق تاريخ المدينة، ويشكل أحد روافدها الاقتصادية والاجتماعية.
وطالب المحتجون بفتح حوار جاد ومسؤول مع وزارة الأوقاف والسلطات المحلية، قصد التوصل إلى حلول توافقية تحمي حقوق المؤسسة الوقفية، وفي الوقت نفسه تضمن استمرارية المهنة التي يعتبرها الصناع “تراثاً إنسانياً مهدداً بالاندثار”.
ويأتي هذا الاحتقان في ظرفية خاصة، حيث يعيش قطاع الصناعة التقليدية عموماً أزمة خانقة بفعل تراجع الإقبال وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يجعل أي زيادات في الأعباء المالية بمثابة “حكم بالإعدام” على فئة واسعة من الحرفيين الذين يشكلون العمود الفقري لدار الدباغ بتارودانت، أحد أقدم الفضاءات الحرفية في الجهة.
وبينما يترقب الجميع تجاوب الجهات الوصية مع هذه المطالب، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن لغة الحوار من رأب الصدع وتفادي اندثار هذا الإرث الحرفي الذي لطالما شكل جزءاً من هوية تارودانت التاريخية؟
