رد تحليلي صحفي على البلاغ الجنوب إفريقي

الرباط – بقلم محلل الشؤون الإفريقية
في بلاغ جديد، وجهت وزارة الشؤون الخارجية لجنوب إفريقيا 🇿🇦 دعوة إلى السلطات المغربية 🇲🇦 بـ”الامتناع عن استخدام العلم الجنوب إفريقي أو أي من الرموز السيادية عند استقبال شخصيات غير رسمية أو محسوبة على المعارضة الجنوب إفريقية”، في خطوة اعتبرتها تهدف إلى “الحفاظ على علاقات ودية بين البلدين”.
لكن المتابع للشأن الدبلوماسي الإفريقي، وخاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، لا يمكنه إلا أن يُسجل المفارقة الحادة في هذا الطلب، إذ أن جنوب إفريقيا لطالما تصرفت بعكس ما تنادي به اليوم، حيث لم تلتزم، ولا مرة، بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية.
بل على العكس من ذلك، دأبت بريتوريا، في محافل دولية وقارية، على دعم الانفصال داخل المغرب عبر الاصطفاف الدائم إلى جانب جبهة البوليساريو، بل واستقبال ممثليها وإظهارهم كـ”كيان رسمي”، دون اعتبار لسيادة المغرب أو احترام وحدته الترابية، وهو ما يُعد تدخلاً مباشراً في واحدة من أكثر القضايا حساسية لدى الدولة المغربية وشعبها.
ازدواجية المعايير
إذا كانت جنوب إفريقيا اليوم تطالب بعدم استخدام رموزها الوطنية في “استقبال شخصيات غير رسمية”، فهل نسيت أنها لطالما استخدمت رموزًا رسمية للدولة الجنوب إفريقية في أنشطة داعمة للبوليساريو؟ بل أكثر من ذلك، هل احترمت يومًا علم المغرب أو سيادته حين قررت الاعتراف بكيان وهمي ليس له أي اعتراف أممي؟
المغرب… دولة سيادة واحترام
المغرب، من جهته، وعلى مدى سنوات، أظهر قدرًا عاليًا من ضبط النفس، وتمسكًا بثوابت السياسة الخارجية المبنية على الاحترام المتبادل، والامتناع عن التدخل في الشؤون السيادية للدول الأخرى، بمن فيها جنوب إفريقيا.
لذا فإن أي طلب مبني على مبدأ السيادة وعدم التدخل مرحّب به متى تم تطبيقه بالمثل، وإلا فإنه لا يعدو أن يكون مجرد محاولة لتبييض صفحة طويلة من الانحياز والانخراط في سياسة معاكسة لمبادئ الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
الختام
بلاغ الخارجية الجنوب إفريقية يفتح الباب أمام تساؤل مشروع:
هل آن الأوان لجنوب إفريقيا أن تعيد النظر في موقفها العدائي تجاه المغرب؟
وهل يمكنها – إن أرادت حقًا بناء علاقة ودية قائمة على الاحترام – أن تبدأ هي أولًا بالكف عن التدخل السافر في قضية الصحراء المغربية؟
الجواب اليوم بيد بريتوريا.